|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشكوك تملأ نفس فوستينا ويسوع يهدّئ روعها من خلال الكاهن المعرّف 169- في إطار حديثي مع الرب قبل الرياضة قال لي يسوع إن هذه الرياضة ستختلف عن غيرها قليلاً: «عليك أن تحافظي على سلام عميق في إتحادك بي. سأزيل كل شكّ حول هذه الموضوع. إني اعلم أنك مطمئنة الآن لأنني اتحدث معك. ولكن عندما أتوقف عن الحديث، تبدأ الشكوك. أريد أن اعلمك إنني سأثبت نفسك إلى حد لم يعدّ بأستطاعتك أن تضطربي، حتى لو شئت ذلك. برهاناً لذلك ستذهبين إلى الاعتراف في اليوم الثاني من الرياضة عند الكاهن الواعظ. ستذهبين إليه حال ينتهي من إلقاء العظة وتشرحين له كل شكوكك حولي. وسأجيبك من خلال شفتيه وتنتهي مخاوفك. حافظي على السكوت طيلة هذه الرياضه وكأن شيئاً لم يحدث حولك. ستتحدثين فقط إلي وإلى معرفك. وستطلبين من رئيساتك فقط التكفيرات». شعرت بفرح كبير لان الله أظهر لي هذه الجودة نحوي وهذا التواضع لأجلي. 170- اليوم الأول من الرياضة حاولتُ أن أصل أول وحدة إلى الكنيسة وكان لدي قبل المناولة وقتٌ وجيزٌ للصلاة للروح القدس وللعذراء. سألت العذراء بإلحاح أن تنال لي نعمة الأمانة لتلك الإلهامات الداخلية ولتحقيق إرادة الله مهما كانت. بدأت هذة الرياضة بنوع من الشجاعة لا مثيل لها. 171- جاهدتُ أن احفظ السكوت. كالعادة، كانت تشترك في الرياضة راهبات من عدة أديرة. جاءت مرّة إلى غرفتي، راهبة ولم أرَها منذ زمن طويل وشاءت أن تخبرني شيئاً ما. فلم أجبها. ورأت أنني لا أريد أن أعكر سكوتي فقالت لي: «لم يخطر على بالي أبداً أنك بهذة الأنانية». وتوارت. كنت اعلم أن لا حاجة لها معي سوى إرضاء حشرية محبة ذاتها. إحفظ لي يا رب أمانتي. 172- كان الأب الواعظ آتياً من أمريكا، جاء إلى بولونيا لوقت قصير فطُلب إليه أن يلقي عظات الرياضة. كان يتمتع بحياة داخلية عميقة. يشهد مظهره على سموّ روحه. كان يتميز بروح الإماتات والتأمّل. ورغم فضائله العظمى وجدتُ الكثير من الصعوبات أن أكشف له عن نفسي والنعم التي نلتها. كان من السهل جداً الإقرار بالخطايا، أما التحدث عن النعم كان يتطلب مني جهداً كبيراً، لذا لم أخبره بكل شيء. 173- تجارب أبليس وقت التأمل .. شعرت بخوف غريب أن لا يفهمني الكاهن أن لا يكون لديه الوقت لسماع كل ما أردت أن اقوله. كيف يمكنني أن أخبره بكل ذلك؟ لو كان الأب بوكوفسكي (Bokowski) لقلت له كل شيء بسهولة ولكن ليس لهذه الكاهن اليسوعي الذي أراه لأول مرة… تذكرت حينئذ نصيحة الأب بوكوفسكي: أنه يتوجب عليّ اقله أن أدوّن كل الاضواء التي يرسلها إلي الرب طيلة الرياضة واقدم له على الاقل تقريراً وجيزاً عنها. كل شيء سار على ما يرام في اليوم الأول ونصف اليوم الثاني. أما الآن فقد بدأت معركة موت أو حياة. قبل نصف ساعة من بدء الوعظ كان عليّ أن اذهب إلى الاعتراف. حاول إبليس أن يقنعني أن لا أسأل المعرف مرة ثانية وأزعجه طالما قالت لي الرئيسات أن كل حياتي الداخلية هي وَهم. ألم تقل لك م.ك [ربما الأم جين] أن يسوع لا يتحدث مع النفوس التعيسة متل نفسك؟ سيقول لك هذه المعرّف الشيء نفسه. لما تخبرين عنه المعّرف؟ من الأجدر أن تتخلي عن كل هذه الأوهام. أنظري كم تحملت من التحقير بسببها وكم من التحقير ينتظرك بعد. وتعلم كل الراهبات أنك مصابة بالهستيريا. صرخت من قوة نفسي «يا يسوع». 174- في هذه الوقت اتى الكاهن وبدأ الوعظ. تحدث قليلاً وكأنه على عجلة. ذهب بعد الوعظ إلى كرسيّ الاعتراف. ولما لم يتقدم أحد من الراهبات، قمت بسرعة من مسجدي وهرعت إلى كرسي الاعتراف. لم يكن هناك وقت للتناول. بدل أن أخبره عن الشكوك التي خالجتني حول علاقتي مع الرب يسوع، بدأت اتحدث عن التجارب التي وصفتها سابقاً، فهم المعرف وضعي بسرعة وقال: «يا أختي أنت تزعزعين ثقتك بالله لانه يعاملك بلطف، كوني مطمئنة يا أختي. يسوع هو معلّمك وأن شركتك معه ليست حلم يقظة ولا هستيريا ولا وهم. اعلمي انك في الطريق القويم. حاولي أن تكوني أمينة لهذه النعم ولستِ حرة أنت تتهربي منها. لستِ بحاجة أبداً، يا أختي، أن تخبري رئيساتك بالنعم الداخلية إلا إذا طلب منك يسوع ذلك بوضوح. على كل حال عليك أن تسترشدي عند معرفك. أما إذا طلب منك يسوع أن تقومي بعمل منظور يجب أن تتمّمي ما يطلبه منك حتى ولو كلّفك ذلك غالياً. من جهة ثانية عليك أن تخبري معرفك بكل شيء… ولا شك هذا هو المسلك الوحيد لتتبعيه يا أختي. صلي كي تجدي مرشداً روحياً، وإلا أضعت نعم الله الوافرة هذه. أردد مرة ثانيه: كوني مطمئنة أنت في الطريق القويم. لا تهتمي بشيء آخر، بل كوني دائماً أمينة للرب يسوع ولا تكترثي لما يقوله الآخرون عنك. إن الرب بالحقيقة، يتحدث بهذا الأسلوب الوديّ مع النفوس التعيسة مثل نفسك. وإن يسوع يتحد بك بقدر ما أنت تتواضعين». 175- لما تركت كرسي الاعتراف ملأت نفسي سعادة لا توصف فأنزويت في زاوية خفية من الجنينة لاختبئ من الراهبات وأدع قلبي ينسكب في الله. غمرني حضور الله وفي لحظة غرقتْ كل حقارتي في الله. وفي الوقت نفسه، شعرت، لا بل تأكدت من سكنى الأقانيم الثلاثه فيّ. وغمرت نفسي سعادة كبرى جعلتني اتعجب كيف تسلّطت عليّ كل تلك الهواجس. 176- +قصد. أمانة للإهامات الداخلية حتى ولو لم أعلم كم يكون الثمن. ينبغي علي أن لا أصنع شيئاً دون مشورة المعرّف. 177- +تجديدات النذورات. منذ أن استيقظت صباحاً من النوم غمرني كلياً وجود الله كما غمرني بحرُ حبه. شعرت وكأنني غارقة فيه. وبلغ حبيّ له ذورته وقت الذبيحة الإلهية. بعد تجديد النذورات والمناولة المقدسة، رأيت فجأه الرب وقال لي بحنان. «انظري يا أبنتي إلى قلبي الرحوم». ولما حدّقت في قلبه الكلي قدسه، خرجت منه شعاعات النور ذاتها، كما يصوّرها الرسم كدم وماء فأدركت كم هي عظيمة رحمة الرب. وقال لي يسوع مرة ثانية بلطف: «تحدّثي إلى الكاهن عن رحمتي هذه التي لا تُدرك، عن لهيب الرحمة يحرقني طلباً أن يستهلك. أريد أن اغدقها على النفوس، لا سيما التي تأبى أن تؤمن بوجودي». وأختفى يسوع فجأة. وبقيت روحي طيلة النهار غارقة في حضور الله الملموس، رغم الضجة واللغط الذي يتبع عادة الرياضة الروحية. لم تزعجني تلك الضجة بشيء. كانت روحي في الله رغم أنني شاركت ظاهراً في الاحاديث وذهبت لأزور دردي Derdy. |
|