هل يفقد الإنسان الممسوس السيطرة التامة على إرادته وعلى ذاته؟
إذا تم مسّ الشيطان شخصاً ما، فإن ذلك الإنسان يفقد حريته وإرادته، وفي الإنجيل يوجد ما يدل على هذا الكلام... وهذا الأمر يطرح علينا سؤالاً: كيف يسمح الله للشيطان أن يصل إلى هذا الحد للسيطرة على الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله؟ عندما يسمح الله لهذه الأمور بأن تحدث، لنكن متأكدين بأن الله لديه تفكير خاص، واعلموا جيداً بأن الرب يكون بالقرب من ذاك الإنسان أكثر من أي وقت سابق. كذلك الحال مع يسوع المسيح، لماذا سمح أن يموت صديقه العزيز لعازر؟ سمح بذلك كي تكون قيامته تمجيداً لله تعالى. الإنسان الممسوس ليس وحده، فيسوع المسيح أودعنا سرّي الاعتراف والمناولة للعودة إليه من جديد.
في يوم من الأيام أحضر كاهنُ رعية شخصًا ممسوسًا كان في حالة صعبة جداً، وما إن دخل الكنيسة حتى بدأ يعُضُّ كراسي الكنيسة وأثار أسنانه موجودة إلى اليوم. وفي يوم آخر استقبلته بمنزلي وبعد لحظات حمل الدفاية ليرميها عليّ ومن ثمّ حمل الكرسي لنفس الغرض. كنتُ جالساً بهدوء بجانبه وأصلي (إن هذه الأمور من الشيطان وهو لا يستطيع أن يضربني، وبالفعل هدّدني لكنه لم يضربني) بعد ذلك أصبح هادئاً، فاصطحبته إلى الكنيسة، وفي الكنيسة وقع على الأرض وبدأ يرتجف ويُخرج من فمه زبدًا. كنت واقفاً بجانبه أصلي. بعد فترة خرج منه الروح الشرير، فقال لي: رأيت أشخاصًا بحجم الأقزام يخرجون من فمي. أنا شخصياً (أبونا توما) لم أرَ شيئاً.