بالقراءة المتأنية للأصحاح الحادي عشر من سفر صموئيل الثاني يُمكننا ملاحظة أنه لم تُذكر فيه كلمة واحدة عن الرب. بينما نلاحظ تكرار كلمة “أَرْسَلَ” سبع مرات بالارتباط بداود (ع1، 3، 4، 6 مرتين، 14، 27). وثلاث مرات بالارتباط بيوآب (ع6، 18، 22). ومرة بالارتباط ببَثْشَبَع (ع5). كما أن كلمة “رُسُلاً” و”الرَّسُول” تُذكر خمس مرات (ع4، 19، 22، 23، 25).
لقد سقط داود في الخطية حينما كان قابعًا في عقر داره، بينما الشعب يواجه خط النار في الحرب مع الأعداء. ويا لشناعة القسوة والغدر الذي حاول داود أن يُغطي بهما فعلته النكراء! لقد كان ملكًا مُطلَّق التصرف، فاستخدم سلطانه وسلطاته، ليُرسل وليأمر، وليُتمِّم أغراضة الشخصية، مُقادًا بإرادته الذاتية؛ فكان هناك التخطيط المُمتَّزج بالتمويه والخداع، وكانت هناك أيضًا القسوة الشديدة التي تترك البطل أُورِيَّا في مواجهة الحرب، مع التوصية بالتخلي عنه، وتركه ليواجه الموت (ع15-17).