منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 10 - 2021, 04:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

القديس يوحنا ومعيته مع شعبه





معيته مع شعبه:


خلال الإنجيل أيضًا تعرف القديس على مفهوم آخر للكرازة، ليس هو فصاحة اللسان ولا بلاغة بيان، إنما هي بالأكثر أبوة حانية. يتألم الأب الكارز لآلام أولاده ويضعف لضعفاتهم مترفقًا بهم، مقتديًا في ذلك بالسيد المسيح الذي كرز خلال الصليب من منبر سماوي نحو العالم كله بدمه معلنًا أن الذي لم يعرف خطية صار خطية من أجل الخطاة ليحمل خطاياهم ويتألم عنهم.

خلال الإنجيل أيضًا تعرف القديس على مفهوم آخر للكرازة، ليس هو آخر بل واحد مع المفهوم السابق، إلا وهو "معية الكارز مع أولاده"، "وجود الراعي وسط الرعية"... هذا ما أكده الكارز الأعظم، أن كرازته لم تتوقف عند أحدا الصليب لكنه لا يزال حالًا وسط كنيسته يحمل الخطاة بالحب إلى جنبه المطعون، يجدون فيه راحتهم. لقد أعلن الراعي الصالح لرعيته "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر".

بهذا الروح كرز معلمنا بولس الرسول، إذ كان يفرح بوجوده بين شعبه، إن لم يكن بالجسد فبروحه وقلبه وفكره... وقد عبر القديس يوحنا عن ذلك بقوله أن العالم كله كان بالنسبة لبولس كبيت واحد يتنقل فيه ويخدمه ويهتم به، معلنًا انه حامل مخدوميه دومًا في قلبه أينما وجد!

بهذا الروح كرز أيضًا القديس يوحنا نفسه لا كأن شعبه محتاج إليه إلى كرازته، بل هو متعلق بشعبه، يحبهم ويسر بالوجود معهم.

لقد أعلن ذلك في أكثر من موضع، قائلًا:

"يا لفرحتي أن أرى وجوهكم المحببة لي!(79).

لكنه ليس لقاءًا غير هادف، إنما لقاء حب فيه يتمجد الله والكنيسة والكارز، لقاء فعال في حياة الكنيسة والكارز.

"إن اهتمامي لعظيم أن تجتمعوا كلكم ههنا كأنكم أعضائي الشخصية! أتطلع إلى نموكم كشرف خاص بي!

أشتهي أن أراكم ملتهبين من أجل مجد الله، والكنيسة ومجدي!(80).

"أستطيع أن أكون معكم على الدوام،

بلى، أني بالحري معكم دائمًا،

فأني وإن كنت لست حاضرًا بالجسد، لكنني حاضرة بقوة الروح!

ليس لي "حياة" أخرى سواكم، سوى الاهتمام بخلاصكم!

أني أحملكم جميعًا في ذهني، ليس فقط أثناء وجودي هنا، لكن وأنا في داري أيضًا.

أن كان الجمع عظيمًا وقياس قلبي ضيقًا، فأن الحب متسع: "أنتم لستم متضيقين فينا"(81)...

لقد انعكس هذا الحب الكرازي على شعبه، فليس هو وحده يشتهي أن يراهم من أجل بنيانهم إنما أيضًا يتوقون إلى وجوده وسطهم ينعمون بكرازته ورعايته... إذ يقول(82):

"أنا إنسان بائس ومسكين وبلا خبرة في التعليم، لكنني إذ أتطلع إلى هذا الجمع أنسى ضعفي وفقري وعدم كفايتي.

حبكم طغى علي!

أرى غيرتكم للاستماع فأتشجع في غير تردد.

أنكم تشبهون صغار العصافير التي ترى أمها تطير نحوها فتقترب من حافة العش وتمد أعناقها لتلتقط الحبوب منها. هكذا أنتم تستقبلون التعليم الذي أقدمه لكم، ونلتقط أفكاركم أفكاري حتى قبلما أعبر عنها".


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الاتكال الكامل على معونة الرب ومعيته
القديس يوحنا التبايسي * (القديس يوحنا الأسيوطي | يوحنا الرائي "الثاني")
القديس يوحنا ذهبي الفم وحب شعبه له
يكفيني الله ومعيته ومحبته
القديس يوحنا السينائي | القديس يوحنا السُلّمي


الساعة الآن 06:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024