منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 03 - 2024, 08:26 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

يدعو الرسول كلَّ فئة إلى الصلاة






الصلاة الليتورجيَّة

وكتب الرسول إلى تلميذه تيموتاوس: »فأطلبُ قبل كلِّ شيء أن تقيموا الدعاء والصلاة والابتهال والحمد« (1 تم 2: 1). حرفيٌّا: أناشدُ، أتوسَّل. لا أفرض عليكم. ولكنّي أنصحكم بما تفعلون. »الدعاء« أو بالأحرى: الطلب. فالطلب يدلُّ على حاجة، على عوز. نحن »شحّاذون« أمام الله. نتسوَّل. ربَّما لنا، ولكن لأجل الآخرين. وهنا الطلب »من أجل الملوك وأصحاب السلطة«. هم مسؤولون باسم الربّ عن الناس، ليكون السلام في البلاد، والعدالة والحقّ بين الأفراد ثمَّ الصلاة. بالصلاة نتَّصل بالله، نجعل جسرًا بيننا وبينه. نحن بعيدون، نقترب منه. نحن خطأة، نطلب غفرانه. نحن مشتَّتون، نجتمع حوله في المحبَّة له وبعضنا لبعض. وهذا هو الاجتماع الأسبوعيّ للمؤمنين. كان الكلام البولسيّ قاسيًا: »ولا تنقطعوا عن الاجتماع، كما اعتاد بعضكم أن يفعل« (عب 10: 25). من وصايا الله العشر: »قدِّس يوم الربّ« (خر 20: 8). كرِّسْه لله. فهو لا يخصُّك. طلبه الربُّ لكي يرتاح الجميع بمن فيهم العبد والجارية والثور والحمار. وقالت الكنيسة في الوصايا السبع: احفظ يوم الأحد والأعياد المذكورة. وهكذا يأتي المؤمنون. يصلّون معًا. تلك هي الليتورجيّا التي فيها يكون للكاهن الدور الأوَّل.

بعض من جاء من »الغرب« يعتبر الكاهن واحدًا من الجماعة. كلاّ. لا شكَّ في أنَّه مختار من الشعب، ولكنَّ دوره فريد في الليتورجيّا، بحيث لا يستطيع أحد أن يحلَّ محلَّه. هو مختار لما يكون لله فيقدِّم الذبيحة ويجمع المؤمنين حول المسيح »الوسيط بين الله والناس« (1 تم 2: 5). هنا نقرأ بعض ما جاء في المجمع المسكونيّ حول »حياة الكهنة وخدمتهم الرعويَّة«:

»أراد الله، الذي هو وحده قدّوس ومقدَّس، أن يتَّخذ أناسًا بمثابة رفاق ومساعدين ينصرفون إلى عمل الخلاص. ولذا فيكرِّس الله الكهنة، شركاء كهنوت المسيح بصورة مميَّزة، بواسطة الأسقف، لكي يعملوا في الذبيحة الإلهيَّة كخدّام لذاك الذي يتمِّم باستمرار خدمته الكهنوتيَّة بواسطة روحه القدّوس فداء عنّا في الليتورجيّا«.

ولكنَّ عددًا كبيرًا من الكهنة يعتبرون أنَّهم يستطيعون أن يتفرَّدوا في العمل بحيث لا يسمحون للعلمانيّين والعلمانيّات أن يعملوا. ربَّما خوفًا على سلطتهم أو لسبب آخر. يا ليتنا نحن الكهنة نعرف أن نشرك المؤمنين في خدمتنا فتستفيد الكنيسة من مواهبهم! ويا ليت كلَّ مسؤول في الكنيسة، يقول كما قال الرسول حين أحسَّ حوله »بالحسد والمنافسة« (فل 1: 15): »ولكن ما همَّني، ما دام التبشير بالمسيح يتمُّ في كلِّ حال، سواء كان عن إخلاص أو من غير إخلاص« (آ18).

وتتواصل الصلاة الليتورجيَّة في »الابتهال«. فالابتهال في المعنى الأصليّ يتمُّ في اللقاء والحوار والعلاقة الحميمة. نلاحظ هنا كيف يكون الكاهن، لكي يكون قدوة للمؤمنين كما طلب الرسول (4: 12). وقابلَ بين الرياضة البدنيَّة والرياضة التقويَّة. »روِّضْ نفسك بالتقوى. فإذا كان في الرياضة البدنيَّة بعضُ الخير، ففي التقوى كلُّ الخير لأنَّ لها الوعد بالحياة الحاضرة والمستقبلة« (4: 7-8). فالتقوى هي المخافة. والمخافة الصالحة، لا مخافة العبيد من أسيادهم. وهي تعارض الكفر والنجاسة. التقوى تعني الاحترام العميق للإله والحبّ الذي لا يرضى أن يعمل شيئًا لا يُحبُّه المحبوب. التقوى تعني حياة لا عيب فيها. هذه الفضيلة لا تُولَد معنا، بل نقتنيها يومًا بعد يوم، كما الإنسان بالنسبة إلى الرياضة البدنيَّة. وفي هذا المعنى يقول بولس إلى كنيسة كورنتوس: »أما تعرفون أنَّ المتسابقين في الميدان يشتركون كلُّهم في السباق... كلُّ مسابق يمارس ضبط النفس في كلِّ شيء من أجل إكليل يفنى؟ وأمّا نحن، فمن أجل إكليل لا يفنى« (1 كو 24-25). تلك هي التقوى التي يجب أن يصبو إليها تيموتاوس. تلك هي الرياضة، التي ليست فقط لهذه الحياة الحاضرة، بل ترافق المؤمن في الحياة المستقبلة.

ومع الابتهال أو التوسُّل، هناك »الحمد« والشكر. نحن نلنا نعمة، لهذا نرفع الشكر إلى الله. ونحن لا ننسى أنَّ »ذبيحة القدّاس« هي ذبيحة الشكر: إفخارستيّا، التي تعني في اللغة اليونانيَّة العرفان بالجميل. هذا ما يعلِّمه الكاهن للمؤمنين. ونواصل قراءة ما قيل للكهنة: »فالقربان المقدَّس يحوي كلَّ خير الكنيسة الروحيّ، أي المسيح فصحنا والخبز الحيّ الذي يعطي الحياة للبشر بجسده الحيّ والمحيي بالروح القدس. بهذا يُدعَون كلُّهم ويقادون إلى تقدمة أنفسهم وأعمالهم وكلِّ الخليقة مع المسيح. ولذلك فإنَّ القربان يبدو كينبوع التبشير كلِّه وقمَّته...

»فالاجتماع القربانيّ إذًا، هو محور جماعة المؤمنين التي يرئسها الكاهن. يعلِّم الكاهن المؤمنين أن يقدِّموا الذبيح الإلهيّ لله الآب في ذبيحة القدّاس وأن يقدِّموا معه حياتهم...

»... يعلِّمونهم أن يشتركوا في الاحتفالات الطقسيَّة المقدَّسة ليصلوا بها إلى الصلاة المخلصة. ويحملونهم على التعمُّق في روحيَّة الصلاة دون انقطاع، فيتمرَّسون بها طوال حياتهم وفقًا لنعم كلٍّ منهم، فيشوِّقون الكلَّ في أن يكونوا أمينين لواجبات وظيفتهم الخاصَّة، والمتقدِّمين منهم في ممارسة النصائح الإنجيليَّة حسبما تنطبق على كلِّ فرد منهم، وبالتالي يعلِّمون المؤمنين أن يرتِّلوا لله المزامير والتراتيل الروحيَّة في قلوبهم شاكرين دائمًا عن الجميع الله الآب باسم ربِّنا يسوع المسيح«.

أوردنا هذا النصَّ المجمعيّ كلَّه لأنَّه يطلب من الكاهن أن يعلِّم شعبه الصلاة. الصلاة الجماعيَّة والصلاة الفرديَّة. هذا يعني أنَّه يصلّي. ويكفي المؤمنين أن يروه يصلّي لكي يتعلَّموا الصلاة. أما هذا الذي حصل للتلاميذ حين رأوا »يسوع يصلّي في أحد الأماكن«؟ (لو 11: 1). انتظروه لكي يُتمَّ صلاته. ثمَّ »قال له واحد من تلاميذه: يا ربّ، علِّمنا أن نصلّي«. مرَّة قال أحد المؤمنين: نفرح حين ندخل الكنيسة فنرى الكاهن سبقنا وهو يصلّي. كأنّي به ينتظرنا. أمّا من يأتي في الدقيقة الأخيرة، هذا إذا لم يأتِ متأخِّرًا فأي مثل يعطي للرعية؟

والصلاة الليتورجيَّة تتمحور أساسًا حول كلمة الله. كنّا مرَّة في احتفال بيزنطيّ ليلة الميلاد: ساعتين من الأناشيد والصلوات، ولمّا جاء دور كلمة الله، قيل لنا: لا وقت لنا، لهذا لا نقرأ القراءات من الأنبياء والعهد الجديد. وواصلت الجوقة الترتيل. ومرّات عديدة نختار قراءة واحدة، بدون مقدِّمة تهيّئ المؤمنين. وأين العظة؟ فكلام الله يجب أن يصل إلى المؤمنين في الوضع الذي يعيشونه. هذا ما ندعوه: أوَّن. نقرأ الكلمة الآن وكأنَّها تتوجَّه إلينا اليوم. وإلاَّ فما معنى كلام المزمور: اليوم إن سمعتم صوته؟ أو كلام الربّ في مجمع الناصرة: »اليوم تمَّت الكلمة التي تُليت على مسامعكم« (لو 4: 21).

والترتيب في الكنيسة يعني أن يشارك الجميع في الصلاة. في الماضي، كان الشرقيّون يمنعون المرأة من المشاركة في الترتيل. أمّا أفرام السريانيّ فخلق جوقة فيها الشبّان والشابّات. الكلُّ معمَّدون، فلماذا لا يكونون واحدًا حول الكاهن؟ واليوم، انقلبت الآية، ولاسيَّما في بعض الرعايا، فلا نجد سوى النساء أو البنات إن لم نقل الأطفال: يقرأون رسالة القدّيس بولس، ويصفِّق لهم الأهل. في رعيَّة أنطلياس، تبدَّل الوضع. فدعت الجماعة الكهنوتيَّة الدكتور شارل مالك الذي قرأ رسالة القدّيس بولس في القدّاس، وبعد ذلك، فهِمَ المؤمنون أنَّه شرف كبير أن يشارك المؤمنون والمؤمنات في الترتيل، في القراءات وفي الخدم المتنوِّعة.

ويدعو الرسول كلَّ فئة إلى الصلاة. أوَّلاً، الرجال. »أريد أن يصلّي الرجال في كلِّ مكان، رافعين أيديًا طاهرة من غير غضب ولا خصام« (1 تم 2: 8). المعنى الأوَّل، في كلِّ موضع وصل الإنجيل. فالصلاة تعبير عن الإيمان. ونتذكَّر هنا ما قاله الذهبيّ الفمّ عن الرجال الذين كانوا يفضِّلون الذهاب إلى المسرح أو إلى أماكن أخرى، ويتركون النساء وحدهنَّ في الصلاة. أمّا رفعُ الأيدي فعادةٌ ترجع إلى الأزمنة القديمة جدٌّا، ونحن نعتبر أنَّ الله يقيم فوقنا، في السماء: »لتُقَم صلاتي كالبخور أمامك، ورفُعُ يديَّ كتقدمة المساء« (مز 141: 2). ونحن نرفع أيدينا، خلال الليتورجيّا، عند صلاة »الأبانا«. كلُّنا معًا، في حركة واحدة. وأيدينا تكون »طاهرة، نقيَّة«، مقدَّسة، ورعة. والورع هنا يكون على مستوى العمل كما على مستوى الكلام. لهذا كان الكلام عن »الغضب« وما يمكن أن يصدر عنه. على ما قال الربّ: »من غضب على أخيه استوجب حكم القاضي، ومن قال لأخيه: يا جاهل، استوجب حكم المجلس، ومن قال له: يا أحمق، استوجب نار جهنَّم« (مت 5: 22). وبعد الغضب الخصام: »وإذا خاصمك أحد، فسارعْ إلى إرضائه...« (آ25). وفي أيِّ حال، لا يقبل الربُّ ذبيحتك إن كان »لأخيك شيء عليك« (آ24).

والنساء. هنَّ يشاركن في الخدمة، شأنهنَّ شأن الرجال. ففي كنيسة الله، لا رجل ولا امرأة. ولكنْ لهذه المشاركة شروط. أوَّلها الحشمة. تكون المرأة في لباس لائق. وكيف تكون الزينة؟ لا تلك الخارجيَّة، بل تلك المميَّزة »بالحياء والوقار« (1 تم 2: 9). لماذا رفض الرسول »الذهب واللآلئ والثياب الفاخرة«؟ لأنَّها تحمل الكبرياء وسط شعب بسيط، متوسِّط الحال. والمظهر الخارجيّ يُغني مرارًا عن »الأعمال الصالحة« (آ10). فحين تهتمُّ المرأة كثيرًا بنفسها، تنسى »تقوى الله«. هي تريد أن ترضي الناس. والمشاركة في الجماعة المصلِّية، هي قبل كلِّ شيء بحث عن رضى الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كلُّ قلبٍ إن دعاه في الرخا أم في العَنا فازَ حالًا بِمُناه واغتنى كلَّ الغنا
لماذا يدعو (الرسول) الشيطان برئيس العالم
البابا فرنسيس يدعو الى تغيير الصلاة
الله يدعو " الصلاة وانكار الذات "
جمال أسعد يدعو الأقباط للمشاركة بمليونية نصرة الرسول


الساعة الآن 01:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024