|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرَّبُّ يُعْطِي كَلِمَةً. الْمُبَشِّرَاتُ بِهَا جُنْدٌ كَثِيرٌ: [11] مع تقديم أرض الموعد لشعبه الذي كان قبلًا مُستعبدًا، يهبه ما هو أعظم: كلمته ليكرز بها! كلمة الله لا تُقدَّر بثمن، تُوهَب كعطية مجانية يتمتع بها المؤمنون به، ويمارسونها بروح القوة مع الفرح والتهليل. جاءت كلمة "المبشرات" في العبرية بالمؤنث. يشير هنا إلى تسبحة دبورة (قض 5)، فهي بوحي روح الله، بكونها كلمة الرب التي تبث روح البشارة والفرح. كان للنساء والفتيات دورهن في التسبيح والهتاف بألحان النصرة. كما فعلت مريم أخت هرون ومعها النساء (خر 15: 21)، وعندما غنين لداود بعد انتصاره العظيم (1 صم 18: 6)، كما أرسل السيد المسيح القائم من الأموات اثنتين تخبران التلاميذ بقيامته (مت 18: 10). وربما قصد بالمؤنث أن كل نفس تلتزم بالشهادة لعمل راعيها وقائدها أمام الغير. أما في الترجمة السبعينية فجاءت بالمذكر: "للمبشرين". وكما يقول القديس جيروم، [يشير المُرنم إلى الرسل، لأن الرب أعطاهم قوة عظيمة للكرازة بالإنجيل.] يرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح أقام كنيسته، بكونها بيته الجميل، وقد قيَّد إبليس وجنوده، ونزع عنه غنائمه، ليجعلها غنائم المسيح التي تتمتع ببيت الرب. * جميل هو البيت الذي صنعه المسيح لنفسه، أي الكنيسة، بأن يقسِّم لها غنائمها... يربط المسيح الشيطان بقيودٍ روحية، بنصرته على الموت، وصعوده من الجحيم إلى السماوات. لقد قيَّده بسرّ تجسده، إذ لم يجد فيه شيئًا له يستحق الموت، ومع هذا سمح بأن يُقتَل؛ بهذا قيَّده وأخذ أوانيه كغنائم. فإنه كان يعمل في أبناء المعصية (أف 2: 2)، الذين بعدم الإيمان جعلهم يتممون إرادته. هذه الأواني غسلها الرب بغفران الخطايا، مقدسًا الغنائم التي انتزعها من العدو الذي انبطح وقُيِّد، هؤلاء قسمهم لجَمَال بيته. فجعل منهم البعض رسلًا والبعض أنبياء، والبعض رعاة، والبعض مُعلِّمين، وذلك لعمل الخدمة، لبناء جسد المسيح... هذا هو جمال البيت الذي فيه قُسِّمت الغنائم، حيث التهب ذاك المحب لهذا الجمال، فصرخ: "يا رب، أحببتك نعمة بيتك" (مز 26: 8). * "الرب يعطي كلمة"، بمعنى يعطي طعامًا لقطيعه الذي يسكن فيها. القديس أغسطينوس يقول القديس غريغوريوس النيسي إن الذي أعطى الوصية هو يعطي القوة لتنفيذها. فإذ أمر بالبحث في الكتب المقدسة (يو 5: 39)، فإننا وإن عجزنا عن إدراك عظمة المفاهيم الموجودة فيها علينا أن نثابر قدر طاقتنا فإنه بالتأكيد يهبنا فهمًا. وهكذا يعطي أيضًا كلمة بقوةٍ عظيمةٍ للمبشرين. |
|