|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ ابنَ مَريَم، أَخا يعقوبَ ويوسى ويَهوذا وسِمعان؟ أَوَ لَيسَت أَخَواتُهُ عِندَنا ههُنا؟ وكانَ لَهم حَجَرَ عَثرَة " أَخَواتُهُ" فتشير إلى بنات أم واحدة كما تشير إلى الأقارب (التَّكوين 13: 8الاحبار 10: 4 1 أخبار 3: 22)، وهنا ندل على بنات عمِّ يسوع. وهنا الذكرالوحيد لأخوات يسوع. أمَّا عبارة "حَجَرَ عَثرَة" في الأصل اليوناني ἐσκανδαλίζοντο (معناها شك) فتشير إلى يسوع الذي كان مصدر شك بالنسبة لأهل الناصرة لمجرد أنه لم يتأقلم مع تصوراتهم المسبقة، وأنماطهم المألوفة. وبالتالي "حَجَرَ عَثرَة" لا تشير في الكتاب المقدس إلى قدوة سيئة أو إلى أمر يثير الاشمئزاز، بل إلى عائق وفخ كما جاء في إنجيل متى "فإِذا كانت عينُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقلَعْها وأَلْقِها عنك، فَلأَنْ يَهلِكَ عُضْوٌ مِن أَعضائِكَ خَيْرٌ لَكَ مِن أَن يُلقى جَسَدُكَ كُلُّه في جَهنَّم"(متى 5: 29). وحجر العثرة يسبب السُّقوط (1 بطرس 2: 8). وقد تنبّأ عنه سمعان الشَّيخ "ها إِنَّه جُعِلَ لِسقُوطِ كَثيرٍ مِنَ النَّاس وقِيامِ كَثيرٍ مِنهُم في إِسرائيل وآيَةً مُعَرَّضةً لِلرَّفْض"(لوقا 2: 34) وسبق وتنبأ أشعيا أيضًا عنه "فيَكونَ لَكم قُدسًا وحَجَرَ صَدْم وصَخرَ عِثارٍ لِبَيتَي إِسْرائيل وفَخًّا وشَبَكَةً لِساكِني أُورَشَليمَ فيَعثُرُ به كَثيرونَ ويَسقُطون ويَتَحَطًّمونَ ويُصْطادونَ ويُؤخَذون" (أشعيا 14:8-15). أمَّا أسباب هذه العثرة فهي كثيرة ومنها: يسوع أولا ًمن حيث الصَّليب قد يكون حجرة عثرة (متى 11: 6). ثم النَّاس الذين يرفضون السِّير وراء يسوع (متى 5: 29) والعَالَم (متى 13: 41 والاضطهاد (متى 13: 12). أمَّا هنا فقد كان يسوع حجر عثرة إلى أهل وطنه النَّاصرة، لسببين هما: أصله العائلي وعمله كنجار. فهم يعتقدون أنَّهم يعرفونه دون أن يؤمنوا به وبالتَّالي يرفضون السَّير وراءه كما يؤكد يسوع "كانَ يَتَعَجَّبُ مِنْ عَدَمِ إِيمانِهم" (مرقس 6: 6) لأنه لم يكن في نظرهم المسيح المنتظر الذي لا يُعرف أصله وفصله. ويُعلق يوحنا الذَّهبي الفم: " لم يأتِ السَّيد ليجذب عقول أقربائه في طفولته وصبوته بأعمال خارقة، لكنَّه جاء ليخدم ويجذب النُّفوس لحبِّه خلال أعماله الإلهيَّة الفائقة الحب!". وكان يسوع منبوذًا من قبل ذويه، لانَّهم اعتبروه " ضائع الرُّشد" (مرقس 3: 21) كما كان منبوذًا من قبل السُّلطات اورشليم الدِّينيَّة، لانَّهم اعتبروا بعلزبول "إِنَّه بِسَيِّدِ الشَّياطينِ يَطرُدُ الشَّياطين" (مرقس 3: 22). ولم يستطيعوا أن يوفِّقوا وضع يسوع البشري (النَّجار، ابن مريم)، مع أصله الإلهي. وهذا الأمر يتطلب الإيمان. ونستنتج مما تقدم أن عَدَم التَّرحيب بيسوع في النَّاصرة أدَّى إلى نبذه من قبل شعبه، إذ "كانَ لَهم حَجَرَ عَثْرَة يصطدمون به (متى 5: 29). وقد وجدت الكنيسة في هذا الرَّفض إحدى علامات المسيح الحقيقي، إذ فيه تتحقق أيضًا النُّبوات، إذ يقول أشعيا النَّبي: "فيَكونَ لَكم قُدسًا وحَجَرَ صَدْم وصَخرَ عِثارٍ لِبَيتَي إِسْرائيل وفَخّاً وشَبَكَةً لِساكِني أُورَشَليمَ فيَعثُرُ به كَثيرونَ ويَسقُطون ويَتَحَطًّمونَ ويُصْطادونَ ويُؤخَذون" (أشعيا 8: 14-15). ويقول وبولس الرَّسول: " قَد وَرَدَ في الكِتاب: ((هاءَنَذا واضِعٌ في صِهيُونَ حَجَرًا لِلصَّدمِ وصَخْرَةً لِلعِثار، فمَن آمَنَ بِه لا يُخْزى" (رومة 9: 33). وهكذا ينغلق أهل النَّاصرة على ذواتهم من خلال أسئلتهم الذَّاتيَّة الأربع والتّي تحمل استياء تكشف هذه التساؤلات عن مصدر قساوة قلوب، ويعتبرون يسوع حجر عثرة وخطرًا على بيئتهم ومعتقداتهم، لذلك نبذوه. فقد لا نعرف يسوع شخصيًا ولكننا نعرف كل شيء عنه، وعائلته! |
|