كيف يمكن إطالة عمر والدتك؟
” الدنيا أم”… يدرك مدى واقعية هذه العبارة كل من فقد أمّه أو اضطّر للعيش بعيدًا عن حنانها وحبّها. لطالما سمعت ممن فقدّوا والدتهم عبارة “لو أستطيع أن أجلس معها مجددًا ولو لساعة أو يا ليتها تعود ولو للحظة أو يا ليتني كنت أستطيع إطالة عمرها ولو قليلًا!” قد تكون هذه الأمنيات مستحيلة إلّا أن دراسات جديدة أثبتت وجود طرق معيّنة لإطالة عمر الأم… أنصحكم بقراءة هذا المقال جيّدًا قبل فوات الأوان.
أنت تحتاج إلى زيارة والدتك والأمر ملّح فحياتها على المحك! لا نعني هنا زيارتها فقط خلال المناسبات.
قد يبدو هذا دراماتيكيا قليلا إلّا أنّه مبني على دراسات علمية أظهرت أن الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به لإطالة عمر عزيزتنا هو قضاء الوقت معها. إذًا المعادلة سهلة كلما قمت بزيارة والدتك كلما أطلت من عمرها.
الجميع يحب أن يتحدث عن الوحدة والاكتئاب خلال موسم الأعياد والحقيقة أن الحنين عادة ما يجعل شهري تشرين الثّاني/ نوفمبر وكانون الأوّل/ ديسمبر من أصعب أشهر السّنة وخاصة بالنسبة لكبار السن الذين فقدوا الأزواج والأصدقاء وربما باتوا معزولين عن الأسرة. وينطبق ذلك بشكل خاص على الأشخاص ذوي الدخل المنخفض. إلّا أن الشعور بالوحدة لا يقتصر فقط على هذه الفترة من السّنة بل قد يرافق المرء 365 يومًا في السنة.
على مرّ السنوات أجريت الكثير من البحوث العلمية المتعلّقة بالوحدة. اجتمع الكثيرون وبرغم اختلاف طريقة شعورهم بالوحدة على أن هذا الشعور يصل ذروته عندما يطفئ المرء شمعته الثلاثين ثم ينخفض ببطء ليعود وبقوة بين عمر 65 و 80.
ولكن نوع الوحدة التي يشعر بها الأم والأب وهما في العقد السّابع من العمر تختلف كثيرا عن الوحدة التي يشعر بها الرجل الثلاثيني الذي قد يشعر بأنه في عزلة عن أصدقائه بسبب العمل والعائلة مثلًا. لا نقلل من أهمية هذه الوحدة على الإطلاق لكنها مؤقتة فيما وحدة الأب السبعيني قد تكون قاتلة.
وحدة الأبوين ترتبط ارتباطا مباشرا بالآثار الصحية الضارة على العديد من المستويات بما في ذلك أمراض القلب والاكتئاب والتدهور العقلي (الخرف والزهايمر) كل ذلك يمكن أن يقصّر من أمد الحياة. لذا فقضاء الوقت مع أهم امرأة في حياتنا يشكّل درعًا واقية ضد الأمراض. ما مدى قوة ذلك؟ إليكم ما جاء في نتائج دراسة 2012 نشرت في جاما (JAMA):
تناولت الدراسة 1600 شخص من البالغين الذين بلغ متوسط أعمارهم الواحد والسبعين عامًا. وجد الباحثون أن 23 في المئة من المشاركين الذين اشتكوا من الوحدة توفيوا في غضون ست سنوات من الدراسة في حين أن 14 في المئة فقط من الذين أفادوا بوجود أحد إلى جانبهم توفيوا خلال الفترة نفسها.
لذلك فليكن النظر في قضاء الوقت مع أمك أولوية تمامًا كإحضار الدواء لها أو اصطحابها لرؤية الطّبيب.
إذا كانت الزيارات العادية صعبة بسبب المسافة فاعمل على تشجيعها على الانخراط في مجتمعها من خلال المشاركة في القداس أو في جماعة مخصصة لكبار السّن… وبطبيعة الحال هناك دائما خدمة الفيديو كول عبر الهواتف الذكية. قد لا يكون ما تقدّم بديلا عن اللقاء الحقيقي الذي يجمع الأم بأولادها ولكنه أفضل من الوحدة.