يتطلب حمل الصليب ترك ملذات العالم، لان المسيح لا يطالب تلميذه ان يكون عالما، بل أن يعيش الإنجيل ويعتبر متاع الحياة ثمنا قليلا لملكوت الله، إنَّ تلميذ المسيح هو من يتمكن من القول مع بولس الرسول " فما أَنا أَحْيا بَعدَ ذلِك، بلِ المسيحُ يَحْيا فِيَّ" (غلاطية 2: 20)، وهو أيضا من يتمكن من تقديم جسده ذبيحة حيَّه، وقد صلب أهوائه مع شهواته كما جاء في تعليم بولس الرسول "إِنِّي أُناشِدُكم إِذًا، أَيُّها الإِخوَة، بِحَنانِ اللّهِ أَن تُقَرِّبوا أَشْخاصَكم ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسةً مَرْضِيَّةً عِندَ الله. فهذِه هي عِبادَتُكمُ الرّوحِيَّة" (رومة 12: 1). ونتيجة لذلك ينال تعزية في الأرض ومجد السماوات، وهذا الامر اكّده السيد المسيح بقوله "مَن فَقَدَ حَياتَه في سبيلي يَحفَظُها" (متى 10: 39)؛ فمن يقبل هذا الصليب تكون له حياة، والمسيح يحيا فيه. وأمَّا من يتصوَّر أنه يجد حياته في ملذات العالم ناسياً إلهه فهو يخسر حياته الأبدية كما قال يسوع " مَن حَفِظَ حياتَه يَفقِدُها " (متى 10: 39). "ماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه وخَسِرَ نَفسَه؟ "(متى 16: 26).