|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لمّا غادرتُ كرسيّ الاعتراف طَغَت على نفسي أفكار عديدة. لماذا أكونُ صادقة؟ ليس ما ذكرتُهُ خطيئة، إذاً، ليس من واجبي أن أقرّ به إلى الكاهن. ومرة أخرى، أيّ ارتياح في أن لا أكترث عمّا يجول في داخلي، طالما الأمور هي جيّدة في الخارج. لا ينبغي بعد الآن أن أُعير انتباهاً إلى أيّ شيء أو أن أتبع الأصوات الداخلية التي ألحَقَتْ بي غالباً الكثير من التحقير. سأكون حرّة من الآن فصاعداً. ولكن قد اعترى نفسي من جديد أَلَمٌ غريب. ألا أستطيع، إذاً، أن أتواصل مع الذي تشتاقُ إليه نفسي؟ والذي هو مصدر كل قوّة نفسي؟ فبدأتُ أصرخُ عالياً! «إلى من أذهب يا يسوع؟» ومنذ أن وضع عليّ المعرّف حظراً غَمَرَتْ نفسي ظلمة كثيفة. خفتُ أن أسمع أصواتاً داخلية التي قد تُزيل حَظر معرّفي. مجدَّداً صرتُ أموتُ شوقاً إلى الله. وتفتَّتَ داخلي، إذ لم يَعُدْ لديه إرادة ذاتية وقد أُعيدَتْ كلها إلى الله. كان ذاك يوم أربعاء الآلام. تكاثفت الآلام في يوم الخميس. ولمّا بدأتُ تأمّلي، دخلتُ في شيء من النزاع. لم أشعر بحضور الله، بل ثقلَتْ عليّ عدالته. رأيتُ نفسي صريعة خطايا العالم. وأخذ إبليس يسخر مني: «أنظري، لن تسعَي من الآن فصاعداً إلى كسب النفوس. أنظري كيف كوفِئْتِ. لا يصدِّقكِ أحدٌ أنّ يسوع يطلب إليكِ ذلك. أنظري كم أنتِ تتألّمين الآن وكم ستتألّمين. على كل حال، لقد أراحكِ معرِّفكِ من كل هذه الأمور». أستطيعُ أن أعيش الآن كما أريد، طالما الأمور تسيرُ حسناً في الظاهر. عذّبتني هذه الأفكار المخيفة طوال الساعة بكاملها. لمّا جاء وقت القداس قبض الألم على قلبي. ألَعَلِّي أغادِرُ الجمعية؟ طالما أنذرني الكاهن أنّ ذلك هو نوع من الهرطقة، فهل ابتعدتُ عن الكنيسة؟ صرختُ إلى الرب بصوت داخلي حزين: «خلّصني، يا يسوع». لكن، لم يَلِجْ نفسي شعاع نور واحد، وانهارت قواي، وكأنّ جسدي ينفصم عن الروح، فاستسلمتُ إلى إرادة الله وردَّدتُ: «حقّق يا رب فيّ كل ما قرّرته. لم أعد أملك شيئاً». حينئذ غمرني حضور الله فجأة ودخل في كل كياني. حصل ذلك حين تناولتُ القربان المقدس وفقدتُ كلّ إدراكٍ حولي وكل ما يتعلّق بي. |
|