|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كثيرًا ما يكرر الله عتابه لشعبه قائلًا إنهم تركوه، أما هنا فلا يقف الأمر عند الترك إنما قد نسوه تمامًا: "لأن شعبي قد نسيني" [15]. نسوا الرب فاختاروا طريق الجحود، الذي في ظاهره مملوء ترفًا وبهجة، لكنه في حقيقته مملوء شُعبًا وغير سهلٍ؛ انحرفوا عن الطريق السماوي الملوكي. أبرز كيف حولتهم الخطية إلى الغباء والجهالة، فإنهم إذ ينسون الله من أجل الأوثان يصيرون مثل مسافرٍ في حالة ظمأ يترك الثلج الذي على قمم الجبال وقد ذاب ونزل على الجبال وفاض من الصخور كمجاري مياه نقية ونظيفة كالكرستال، حاسبًا أنه يجد ماءً أفضل في المياه الراكدة المملوءة طميًا. هل يفعل مسافر هكذا؟ أو هل يترك ماءً باردًايأتيمنأي مكانٍ آخر في وسط حر الصيف؟! تركوا الطرق القديمة التي عيَّنها الناموس الإلهي والتي سلكها القديسون، الطريق الآمن الملوكي العلوي، وانحرفوا إلى العبادة الوثنية. * هكذا إذ يضلون الطريق السماوي الملكي، يُحرمون من الوصول إلى المدينة التي وُجهت إليها أنظارنا. الأب إبراهيم يقول العلامة أوريجينوس: ["لأن شعبي قد نسيني، بخَّروا للباطل" [15]. كل إنسان يخطئ ينسى الرب، بينما البار يقول: "هذا كله جاء علينا وما نسيناك ولا خُنَّا في عهدك" (مز 44: 17). لقد نسى هذا الشعب الله، وبخَّروا للباطل. لنتأمل ماذا تعني هذه الآية: "بخَّروا للباطل"؟ يقول المزمور: "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك". إذن صلاتي الرقيقة المكونة من أفكارٍ سماوية خفيفة والصادرة من قلبٍ لطيفٍ وخفيفٍ غير مثقَّل بهموم العالم تصعد أمام الله كرائحة بخور ذكيَّة. بما أن صلاة الإنسان البارهيرائحة بخور أمام الله، كذلك صلاة الإنسان الشريرهي أيضًا رائحة بخور، لكن كالبخور الذي قيل عنه: "بخَّروا للباطل" ]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | لماذا تُنجح طريق الأشرار |
آرميا النبي | لماذا تُنجح طريق الأشرار؟ |
آرميا النبي | لا تتعلموا طريق الأمم |
آرميا النبي | تركهم طريق الآباء |
آرميا النبي | طريق التوبة |