“أنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد.
والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم”:
تشير عبارة “الخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا” الى سر الافخارستيا. اما عبارة “هو جَسَدي” تشير كلمة جسد باليونانية σάρξ (لحم ودم) الى ما يكوّن حقيقة الانسان، بما فيه من إمكانيات وضعف (يوحنا 1: 14). ويُشدد يوحنا هنا على قيمة التجسد الخلاصية. اما عبارة ” أَبذِلُه لِيَحيا العالَم” فتشير الى عبارة تقليدية تعبّر عن البعد الفدائي الذي يمتاز به موت يسوع. هناك صلة بين يسوع مصدر الحياة وبين موته كما جاء في قوله “الرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف (يوحنا 10: 11 )، لذلك يدور الكلام على الخبز الذي يعطيه. إن أكل خبز الحياة يتم بتناول جسد الرب ودمه وهذا يشير الى الإيمان بموته يسوع وقيامته من ناحية، وبتكريس ذواتنا بموجب شريعة الانجيل.