|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مع بداية ربيع السنة الروحية الصوم الكبير الذى يحمل لنا الكثير من الآمال الروحية والمعاني العميقة المفيدة في حياتنا اليومية . فالصوم ضرورة هامة لتجربة حياة التجرد والحرمان وانكار الذات من اي شيْ ارضى ليس فقط الطعام اواللحوميات , هناك أحتياجات او مكملات للصوم , وهي احتياجات ضرورية ومهمة لكل منا في هذه الفترة من السنة الطقسية . وأحتياجاتنا فى الصوم كثيرة :- ١- التوبة القلبية :- ان الصوم الكبير هو موسم التوبة وتجديد العهود هو موسم العودة الى احضان المسيح نرتمي فيه ونبكي على الزمان الردئ الذي مضى ."(١بط٤:٣)" وتظل الكنيسة تقدم لنا نماذج رائعة للتوبة الحقيقة العميقة مثل , الابن الضال , السامرية , المخلع , المولود أعمى ... وتوضح لنا ايضا" كيف أن لمسة الرب يسوع شافية للنفس والجسد والروح ومجددة للحواس وباعثة للحياة الجديدة . ٢- الهدوء والصمت :- ان ايقاع الحياة الصاخب وعنف متطلبات المعيشة وكثرة الانشغال والهموم جعلوا الانسان يفقد معناه وانسانيته , وحولوه لمجرد ترس في ماكينة ضخمة يتحرك بتحركها ويقف بوقوفها . والانسان اليوم يعيش في تشتت مرعب يبدد قوى الجسم والعقل والنفس فكم بالحري قوى الروح , فنحن في أكثر الاحتياج الى الهدوء والصمت حتى نغوص ونبحث في أعماق نفوسنا بعيدا " عن تأثير المشتتات الخارجية ونعتبرها رحلة لضبط الاتجاهات ونختزل كل شيء غير ضروري في برنامجنا اليومي مثل : الاحاديث الباطلة , الثرثرة , المكالمات التلفونية التافهة الطويلة , لعب القمار واللوتو وغيرها , النميمة والحسد وغيرها كثير . وبذلك لا نجد وقت للتمتع بالهدوء والصمت وخشوع العبادة والتأمل ومعرفة ضعفاتنا وايجاد نفوسنا مع الله . ٣- العطاء :- "لاتنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" (عب١٦:١٣) . ان الرحمة وروح العطاء انما هما دليل على القلب الكريم المحب لله..انه القلب الذي يسعد بالعطاء يفرح لفرح الاخرين , والعطاء هو وسيلة لتقديسنا وكذلك الصدقة هي طريق الكمال فالصوم هنا فرصة للتعبير العملي عن ايماننا الحقيقي . اتمنى ان يفكر الكل بهذه الاحتياجات ويترك فترة قصيرة ليتامل بمعاني الصوم ويقرر مع نفسه هل سيدخل مخدعه ويصلي ويتوب بحق وامام الله فقط ؟ هل سيكون طبيعي التصرف مدهون الشعر ومغسول الوجه لكي لايضهر امام الناس صائما ويتباهى امامهم ؟ هل سيعطي من كل قلبه ويضهر ايمانه الحقيقي العملي دون ان تعرف يده الاخرى ماذا اعطى حتى لايكون كالمرائيين ؟ هي فرصة وفترة نقضيها مع الله فلنفكر بجد بهذا . |
|