عبارات تجنّب قولها لشخص يعاني من الاكتئاب!
إن كان شخص مقرّب منك يعاني من الاكتئاب في مرحلةٍ من حياته، فإن أول ما تسعى لفعله هو التخفيف عنه بالكلام بنية حسنة. مع ذلك، قد لا تنقل الكلمات التي نستعملها الرسالة المُراد إيصالها، خاصةً إن لم نكن على دراية كافية بطبيعة الاكتئاب والأمراض العقلية.
من المهم أن تتذكّر أن الاكتئاب حالة طبية تحتاج إلى علاج، سواء كان عبر الأدوية أو العلاج النفسي أو كليهما. عندما تتحدّث إلى شخص عزيز عن اكتئابه، من المهم الابتعاد عن تكرار عبارات مبتذلة يُمكن أن تزيد من شعور المريض بالسوء.
في هذا المقال، نستعرض مجموعة عبارات من السيء استخدامها خلال أي محادثة مع مُصاب بالاكتئاب بنية التخفيف عنه، لأنها على العكس من ذلك، لن تزيد الأمر إلا سوءًا!
عبارات تجنّب قولها لشخص يعاني من الاكتئاب!
“حاول بجد وستنجح بتخطي ذلك”!
وجود شخص يُخبرك أن تُحاول بجدية أكثر بينما تبذل قُصارى جهدك لتخطي أمر ما يُعتبر محبط، وقد يجعل الشخص المكتئب يشعر بأن وضعه ميؤوسٌ منه.
مثل مرض السكري أو قصور الغدة الدرقية، يمكن أن يحدث الاكتئاب لأن الجسم لا ينتج ما يكفي من المواد التي يحتاجها ليعمل بشكل صحيح. هذا يعني أن الأمر ليس دائمًا في يد المكتئب ليتعافى بسرعة، قد يكون الأمر عضوي أكثر من نفسي.
على غرار الطريقة التي قد يحتاج بها مرضى السكري إلى العلاج بالأنسولين، يحتاج الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى التدخل الطبي والدعم. بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يعني هذا تناول الأدوية التي تعالج الاختلالات الكيميائية التي يمكن أن تُفاقم الحالة.
لا تُبالغ في تبسيط الأمر
لا تُحاول تبسيط مشاعر الحزن المرتبطة بالاكتئاب من خلال تكرار عبارات مثل: “ابتهج” أو “ابتسم”. مثلما لا يستطيع الشخص المصاب بالاكتئاب إجبار دماغه على إنتاج المزيد من السيروتونين، لا يمكنه أيضًا أن “يقرر” أن يكون سعيدًا. في حين أن هناك بالتأكيد فوائد لممارسة التفكير الإيجابي، لا يكفي ذلك لعلاج شخص ما من الاكتئاب.
“لكنك لا تبدو بحالة سيئة” أو “لا تبدو حزينًا أو مختلفًا عني”
من المألوف أن يُحاول الأشخاص المُصابون بالاكتئاب والقلق أن يبدون بحالة جيدة أمام الآخرين، وأن يُخفوا مشاعرهم الحقيقية عن الآخرين. هذا الأمر يدفع البعض إلى التخفيف عنهم عبر توجيه عبارات مثل: “لا تبدو بحالة سيئة” ومن هذا القبيل.
هذه العبارات وغيرها من عبارات الشك وعدم التصديق قد تُشعر المصاب بعدم الأمان عند الحديث عن اكتئابه، ويدفعه ذلك إلى التقوقع ومحاولة عدم مناقشة ما يعانيه حقيقةً من مشاعر سلبية ومؤلمة.
“الأمر ليس بهذا السوء” أو “كان ليكون الأمر أسوأ من ذلك”
أو أي عبارة أخرى تهدف إلى تجاهل الألم الحقيقي والتصغير منه. فالأشخاص المُصابون بالاكتئاب يفتقرون إلى الموارد الداخلية اللازمة للتعامل بطريقة فعالة وصحية. بالنسبة لك، قد يبدو حدثًا بسيطًا ولاي يحتاج إلى كل هذا الانزعاج.
الاكتئاب لا يحتاج إلى مبرر. التجربة شخصية للغاية، وحتى إن كنت تهتم بشخص ما وترغب في المساعدة، فكن على دراية بأنه لا يمكنك معرفة ما يشعر به على وجه اليقين. لذلك، تجنّب إجراء مقارنات أو منافسة بين من يشعر بالسوء أكثر! لا تلوم..
لا تُحاول أن تُخفف عن المصاب بالاكتئاب عبر توجيه عبارات مثل: “أنت تختلق ذلك برأسك” أو “أنت تتوهّم ذلك” وأي عبارة أخرى تُلقي بها اللوم على المريض نفسه دون أن تشعر. مثل هذه العبارات تُشعر مصاب الاكتئاب أنه متّهم بتزييف مشاعره أو الكذب على الآخرين وعلى نفسه أولًا.
لا تُظهر اللامبلاة
عندما يصاب شخص ما بالاكتئاب، فإنه قد يحمل مشاعر الذنب والعار. قد يشعرون بأنهم عبء على الناس في حياتهم، وهذه المشاعر يمكن أن تزيد الاكتئاب سوءًا وقد تؤدي إلى أفكار انتحارية أو سلوكيات إيذاء النفس.
التقليل من ألم شخص آخر ليس مفيدًا. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، يمكن أن يكون مؤلمًا وضارًا للغاية. وإن كُنت تشعر بعدم الاكتراث تجاه ألم شخص ما، فأنت بحاجة للاهتمام بصحتك العاطفية والعقلية، لأن ذلك ينعكس عن مشاعر الإحباط أو الغضب أو العجز عن المساعدة.
“أنت تفكّر بنفسك فقط” أو “كل الناس لديهم مشاكلهم الخاصة، الأمر لا يتقصر عليك”..
قد يبدو في بعض الأحيان أن الشخص المصاب بالاكتئاب منشغل بحياته بشدة، وهذا لا يجعل منه شخص أناني. الإيحاء بأن الشخص المصاب بالاكتئاب لا يهتم بالآخرين لا يوفر الراحة ويؤجج من مشاعر اللوم والعار والذنب.
لا تتجاهل..
حتى إن كنت قد عانيت بنفسك من الاكتئاب، فقد تكون تجربتك مختلفة عن تجربة شخص آخر. إذا لم تكن قد أصبت بالاكتئاب مطلقًا، فقد يكون من الصعب عليك التعاطف مع المصابين وفهم ألمهم. في كلتا الحالتين، إذا كان شخص ما تحبه مكتئبًا، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو أن تكون منفتحًا ومستعدًا للتعلم عن حالته.
بدلاً من التخلي عن محادثة بقول “أنا فقط لا أفهم” – أو القول إنك تفهم عندما لا تفهم ذلك حقًا – ابدأ بطمأنة من تحب أنك تهتم لأمره.
“كل هذا سيمر” و “ستتخطّى الأمر”
عبارات الابتذال مثل تلك لا تقدّم الكثير لشخص ما يبحث عن شعاع أمل في حياته. قد يجد الشخص المصاب بالاكتئاب صعوبة في تخيل المستقبل لأنه غارق في الحاضر. كما أنه ليس من السهل “التخلي” أو “الهروب من” الماضي، خاصة بالنسبة لشخص عانى من خسارة أو صدمة.