«الضابط البريء من تهمة الدعارة» يكشف كوارث تهدد الأمن الوطني
معلومات غاية في الخطورة تنم عن كارثة حقيقة، تكاد تصل لدرجة المؤامرة تحاك داخل السجون، كشف النقاب عنها لـ"التحرير" الرائد فهمي بهجت، المتحدث باسم ائتلاف ضباط الشرطة، والحاصل على حكم بالبراءة من الجلسة الأولي، في واقعة اتهامه بتسهيل الدعارة بشقته في الجيزة.
في مقدمة تلك المفاجأت، المزايا التي يتمتع بها المتهمين السياسيين وعناصر التنظيمات والخلايا الارهابية شديدة الخطورة داخل السجون، وكشف "بهجت" عن سماح مسؤولي سجن معسكر قوات الأمن بالجيزة، للعناصر الإرهابية بحيازة هواتف محمولة متطورة وشواحنها، والتحدث منها وقتما يشاؤون، وإجراء اتصالات بشركائهم في الخارج لتنفيذ العمليات الإرهابية.
العناصر الإرهابية رددوا في جماعة "اللهم أهلك النائب العام" قبل ساعات من الاغتيال
وأكد "بهجت"، أنه سمع عناصر خلية كرداسة الإرهابية داخل الزنزانة المقابلة له، يرددون في صوت جماعي "اللهم أهلك النائب العام" من أذان المغرب حتى صلاة التراويح، وذلك قبل 24 ساعة من حادث اغتيال المستشار بركات.
وكشف المتحدث باسم ائتلاف ضباط الشرطة، عن معلومات "صادمة" حول خشية وتخوف القائمين على السجن من تلك العناصر الإرهابية، وقيام المأمور والضباط بـ "تدليل خلية كرداسة" لدرجة تزويد زنزانتهم بمكيف هواء قدرة 5 حصان، لا يوجد مثله في مكتب رئيس السجن، لافتًا أن "المأمور" أخبره أنه تلقي تهديدات بالقتل وسط أطفاله من عناصر الجماعة المسجونيين، حال تضييق الخناق عليهم بالسجن.
الأمن الوطني أحبط مخططًا لتفجير مديرية أمن الجيزة
وأوضح الرائد فهمي بهجت، أن مأمورالسجن أخبره أن الأمن سبق وأحبط محاولة تفجير مديرية أمن الجيزة عقب معلومات حصل عليها مخبر سري تم زرعه وسط هولاء الإرهابيين.
وحول دخول الهواتف المحمولة للسجناء، أشار ضابط ائتلاف الشرطة إلى أن سيدات منتقبات يخفينها في الأطعمة والملابس، لافتًا أن السجن يخلو من أجهزة كشف المعادن، ما يسهل دخول تلك الممنوعات.
متحدث الداخلية سرد في حوار لـ "التحرير" على هامش براءته، تفاصيل ليالي السجن وملابسات التهم الموجهة له، وقال "على غير العادة دخلنا مباشرة في فترة احتجاز 21 يومًا بسجن قوات الأمن على ذمة اتهامي في قضية تسهيل دعارة، وفور دخولي من البوابة الرئيسية للسجن الخاص بالضباط أخبرتني الخدمات الأمنية المكلفة بحراسة السجن بوجود عدد من أخطر الخلايا الإرهابية سوف يتم احتجازي معهم، من بينهم خلايا " كرداسة والعياط"، وهنا ساور قلبي الشك، وقولت في نفسي "هي الداخلية عايزة تصفيني، ولا ايه...؟" فاعترضت على إيداعي بالسجن".
وأضاف "بهجت"، تقابلت مع المقدم محمد الجوهري، مأمور السجن، وقال لي "ايه يا فهمي، انت خايف من ايه، دول إرهابيين كويسين مش بيعملوا حاجة..." وهنا زاد غضبين ولكن حاول المأمور تهدأتي وقال لي"يا فهمي إحنا خدمنا مع بعض قبل كده في المرور، صدقني ماتخفش محدش من دول هيعملك حاجة".
مأمور السجن: الموبايلات دخلت بعلم مدير أمن الجيزة
وتابع: "وفي هذه اللحظة كنا قد وصلنا إلى فناء السجن، وصدمت من هول المشهد، وكانت الصدمة بالنسبة لي تجول عدد كبير من السجناء بالهواتف المحمولة على مرأى ومسمع من الضباط والخدمات الأمنية، فقلت للمأمور" إيه ده مين دول..؟ وكان رده عليّ في هدوء غريب"اللي هناك ده.. الشيخ حسني، متهم في خلية كرداسة، أما اللي معاه التليفون.. ده الشيخ أحمد، الإرهابي متهم في خلية إرهابية برده... ايه مشكلتك زعلان ليه؟".
"هما القيادات الأمنية عارفين تلك التجاوزات؟".. سؤال طرحه الرائد فهمي بهجت على مأمور السجن، فكان رد الأخير صادم: "كلهم عارفين".
الإرهابيون هددوا المأمور بالقتل وسط أطفاله
"يا بهجت أنا مهدد بالقتل وسط أبنائي، ودول جماعات إرهابية، ولو حاولت نضييق الخناق عليهم هعرض حياتي للخطر"... بهذه الكلمات رد المأمور على استنكار الرائد فهمي بهجت لما شاهده.
واستطرد، "المأمور أخبرني أنه تم إحباط عملية إرهابية لتفجير مديرية أمن الجيزة عن طريق أحد المرشدين السريين، والذين تم زرعهم وسط هؤلاء الإرهابين تم إخباره عن تفاصيل العملية، وبعدها تم إخطار الأمن الوطني ومدير الأمن، وتأكدوا من صحة المعلومات".
وعن تفاصيل الليلة الأولى داخل السجن، قال الضابط البرئ من تهمة تسهيل الدعارة: "كانت من أصعب الأوقات في عمري، ومع صباح اليوم الأول توجهت لمكتب المأمور، وأخبرته بوجود عديد من المخالفات داخل السجن، كما طلبت منه التحدث لأسرتي للاطمئنان عليهم، ولكنه رفض، وأخبرني بوجود تعليمات من وزير الداخلية بتفتيش غرفته".
نقلا عن التحرير