|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قال الله : ( لنصنع الأنسان على صورتنا كمثالنا ...) "تك 26:1" في الكتاب المقدس أسرار مخفية ، يحتاج المؤمن الى نعمة السماء لأدراك أهداف الله وعمقه اللامحدود . نعمة الروح القدس التي نالها كل مؤمن معمد تنمو فيه لكي يتسع فكره وتقوى بصيرته فيرى ما لا يراه غيره . كما يستطيع أن يسمع صوت الله في داخله ، فيرى في كلمات الكتاب المقدس الكثير ، ويفهم ويفسر بواسطة تلك القوّة الخفية أسراراً في عمق الله . الله خلق الأنسان بالكلمة ، أي بيسوع ( اللوغس ) لأنه الخالق لكل شىء وهو واهب الأنسان لنعمة التمتع بصورة الله وكماله ، لكن ليس بكمال الله المطلق . أذاً أول نعمة تمتع بها الأنسان هي ، خَلقِهِ مِن قِبَلَ الله من العدم . فالأنسان مدين لله بكل حياته. . كما أوجَدَهُ حاملاً نعمة صورته . وهل لله صورة مرئية كالبشر وبما أنه روح ؟ الجواب كلا . فالمقصود بصورة الله ، طبيعته وصفاته ومثاله ، لهذا قال ( نعمل الأنسان على صورتنا كشبهنا ..) فأعطى للأنسان الحرية والقدرة على تحديد ما يريد حتى يسكن فيه الصلاح، ليس بالقوة بل نتيجة للأختيار الحر . وبالحرية يستطيع الأنسان أن يكشف حقائق جلية كالعودة الى الله اذا خطأ اليه . عندما كان الأنسان في الفردوس كان يعيش على صورة الله فكان قريباً منه ويتحدث معه وجهاً لوجه ويتمتع بسماع صوت الله ماشياً في الجنة عند نسيم النهار ..( تك 8:3) لكن عندما سقط في الخطيئة فقد تلك الصورة ، فأبتعد عن مصدر النِعَم . لكن الله لم يتركه ، بل وهب له الناموس في العهد القديم ليرتفع به الى غنى نعمته مرة أخرى . فالكتاب المقدس ليس مجرد حروف منقوشة على ورق بل هو لقاءً حي مع الله . هي أحرف وكلمات من الكلمة الأله ، فيجد الأنسان خلف تلك الأحرف المكتوبة لقاء مع الله ، لأنها النور الذي يقوده الى مصدَر النعمة . فصورة الأنسان كانت تتصف بصفات عديدة كصفات الله ، منها القداسة والطهارة عندما كان لم يعرف الخطيئة لأنه كان طاهراً وبريئاً . كما كان قريباً من كمال الله . ليس كالله المطلق ، بل حسب النعمة المعطاة له لهذا كان حسناً في نظر الله . بعد السقوط فقد الأنسان تلك الصورة ، لكن عندما أصبح المسيح أنساناً صار الله ظاهراً للعيان . وعبر المسيح عن صورة الله الحقيقية ، لهذا قال ( الذي رآني رأى الآب ) " يو 9:14" ففي المسيح تم بلوغ هدف الخلق . آدم وحواء قبل السقوط كانا يمثلا صورة الله النقية الطاهرة ، أما بعد السقوط فقد تشوهت تلك الصورة الى مجىء آدم الثاني الذي أعاد صورة الله في الأنسان لأنه ملأ قلوب المؤمنين بروحه ودعاهم لكي يظهروا صورة الله في وسط العالم الخاطىء من خلال أيمانهم وأخلاقهم وسيرتهم التي تنعكس صورة المسيح فيهم ليصبحوا المرآة التي تعكس نور المسيح وفضائله ، هكذا يتحول المؤمنون الى نور يضىء العالم ، ونورهم مستمد من الله الذي هو مصدر النور . والرسول بولس أعترف علناً بأن المسيح هو ( صورة الله غير المنظور ) " كولوسي 15:1" . كما كان يشبه الأنسان خالقه في السلطة وحسب قول الله ( أثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر ...) " تك 20:1" كذلك هناك تشابه في القوة . فالأنسان الروحي قوي في تفكيره وأرادته وأحتماله التحديات كداود الملك ( أن حاربني جيش ، فلن يخاف قلبي ..) " مز 3:27" فيجب على الأنسان أن لا يخاف ابداً ، لأن الجبناء لا يدخلون الملكوت ( رؤ 8:21) . والأنسان أيضاً يكون قوياً عندما يكون متواضعاً والله هو المتواضع وعلمنا التواضع وهو الذي نزل الى مستوانا عندما تنازل من عرشه لكي يموت متضعاً على الصليب . صار الله أنساناً ، لكي يتعلم الأنسان كيف يصير الهاً .شاركنا المسيح الأله بشريتنا لكي يمنحنا فيضاً من غناه فقال : ( أنتم نور العالم ) " مت 14:5" أي الأنسان هو أبن الله . لأنه هو : نور من نور. وهكذا يجب أن ينقل الأنسان تلك الصورة وذلك النور الى العالم ، فنقلنا لكلام الله الى العالم يعني بأن الله ينطق فينا وكما قال المسيح لرسله ( لستم أنتم المتكلمين ، بل روح أبيكم يتكلم بلسانكم ) " مت 20:10" أما صورة الأنسان المعاكسة والمضادة لصورة الله فسببها هو لفقدانها للصورة الألهية بسبب الخطيئة فبدأ الخوف في الأنسان ، حيث لم يكن في البدء يشعر بالخوف من أي شىْ . خاف آدم بعد السقوط فأختبأ من وجه الله بين الأشجار وأعترف بهذا الخوف للرب ، فقال ( سمعت صوتك في الجنة فخشيت ) " تك 9:3" كما شعر الأنسان بعد أن فقد صورة الله بأنه عريان ، فخاط أوراق التين فصنع منها مأزراً " تك 7:3" . وهكذا أصبح الأنسان جاهلاً فهل الله لا يرى المخفي ؟ أصاب الأنسان بالضعف بعد السقوط أمام التجارب فقادته الى الفساد والأنحطاط فسلب منه كل شىء ( طالع مثل السامري الصالح ) وهكذا تغيرت علاقة الأنسان المبنية على المحبة الى علاقة خوف وهروب وضعف الأيمان بالله مما وصل الأنسان الى حالة يأس فبحث عن آلهةٍ أخرى بديلة فتعددت آلهته وساءت حالته . كذلك بعد السقوط في الخطيئة ظهر الموت وأصبح للموت سلطاناً على جميع البشر ( رو 12:5) . في الختام نقول يستطيع الأنسان أن يعيد تلك الصورة بالأيمان بالمسيح ، هذا الذي نزل من السماء لأجل تجديد طبيعتنا الفاسدة فيوحدنا في أستحقاقات جروحاته المقدسة ودمه الغالي فيهبنا شِركة مع السماويين ومع بعضنا . هكذا أخلى نفسه على شكل عبد لكي يهبنا المجد الداخلي فنعود لنصبح موضع سرور الآب الذي يرى ملكوته قائمة في قلوبنا . وهذه العلامة بالمسيح تبدأ بالأيمان به ومن ثم المعمودية التي هي الباب الذي ندخل به الى كافة أسرار الكنيسة الأخرى فبالمعمودية يتم صلب الأنسان القديم الساقط لكي يولد من جديد على صورة الله ومثاله كما تقول الآية (لأن جميعكم الذين أعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح بمعنى لبستم البر والقداسة التي للمسيح في المعمودية ) " غل 27:3" . فالمسيح المتجسد هو الله . وروح المسيح ( الروح القدس ) ساكنُ فينا ويجعلنا شبه المسيح ، فعلينا أن نُشابه المسيح في كل شىء لكي نظهر للعالم صورة الله ، فنصبح نوراَ للعائشين في الظلمة وملحاً للأرض . وهكذا عندما يحصل المؤمن على صورة الله يمكن للآخرين معرفة الله من خلاله لأنه يحمل صورة الله ، فيرى فيه الناس صفات الله كالمحبة ، والرحمة ، والصبر، وطول الأناة ، والصلاح ..الخ . يقول الرسول بولس في " رو 19:6" ( فكما أنه بعصيان الأنسان الواحد جعل الكثيرون خاطئين ، فكذلك أيضاً بطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً . ) |
15 - 07 - 2014, 07:59 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الله خلق الأنسان على صورته .. وهل لله صورة ؟
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
16 - 07 - 2014, 07:11 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الله خلق الأنسان على صورته .. وهل لله صورة ؟
ربنا يبارك خدمتك
|
||||
|