حملُ الله حملٌ صامت
هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم
كنعجة تساق الى الذبح وكخروف صامت امام الذين يجزونه
ها عبدي ينتصر انتصاراً يتعالى جداً ويرتفع ويتسامى
كثير من الناس دُهشوا منه وتعجّبوا مما وصلت اليه حاله
كيف تشوّه منظره كانسان وهيئته لم تعد كبني البشر
والآن تعجب منه اممٌ كثيرة ويسدّ الملوك افواههم في حضرته
لأنهم يرون غير ما اخبروا به ويشاهدون غير ما سمعوه
من صدّق ما سمعنا به؟ ولمن تجلّت ذراعُ الربّ
نما كنبتة امام الربّ وكعرقٍ في ارض قاحلة
لا شكل له فننظر اليه ولا بهاء ولا جمال فنشتهيه
محتقرّ منبوذ من الناس وموجع ومتمرّس بالحزن
ومثل من تُحجب عنه الوجوه نبذناه وما اعتبرناه
حمل عاهاتنا وتحمّل اوجاعنا حسبناه مصاباً، مضروباً، منكوباً
هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل خطايانا
اعدّ لنا السلام عربوناً وبجراحه وجدنا شفاءنا
كلّنا كالغنم ضللنا مال كلّ واحد الى طريقه
فألقى عليه الربّ إثمنا وحمل خطايانا جميعاً
ظُلم وهو خاضع كنعجة تُساق الى الذبح
وكخروف صامت امام الذين يجزونه لم يفتح فمه
بالظلم أخذ وحُكم عليه ولا احد في جيله اعترف به
انقطع من ارض الاحياء وضُرب لأجل معصية شعبه
وُضع مع الأشرار قبره ومع الأغنياء لحده
مع انه لم يمارس العنف ولا كان في فمه غشّ
رضي الربّ ان يسحقه بالاوجاع ويُصعده ذبيحة عن الآثام
فيرى نسلاً وتطول ايامه وتنجح مشيئة الربّ على يده
يرى ثمرة تعبه ويكون راضياً وبوداعته ييرّر الكثيرين
فتاي الصدّيق يبرّر الكثيرين ويحمل خطايا الناس اجمعين
أعطي نصيباً مع العظماء وغنم الغنائم مع الأقوياء
بذل للموت نفسه فداء واحصي مع الخطأة والعصاة
وهو الذي شفع فيهم وحمل خطايا الكثيرين