الأردن و الجلجثة والنبع
للقديس يعقوب السروجي
فى قصائده عن المعمودية يتخذ مار يعقوب السروجى من خطبة الكنيسة ومعمودية المسيح نقطة البداية ويكتب عن ذلك بأسلوب رائع قائلآً:
لقد أقام إبن الملك حفل عرس بالدم فى الجلجثة. وهناك خطبت له إبنة النهار لتصير إمراته وصنع الخاتم الملوكى بمسامير يديه وبدمه تمت خطبته.
هناك أمسك بيديها إذ رأى أنها أظهرت حبها له فى ساعة عاره.. فأجلسها عن يمينه لتكون معه وقادها إلى البستان ـ المخدع العرسى الذى أعده لها.
من مياه المعمودية خرج الإتحاد العفيف المقدس للعروس والعريس المتحدان بالروح فى المعمودية عندما إتحدت الكنيسة مع إبن الله .
هل من عريس يموت لأجل عروسه إلا ربنا؟ هل من عروس تطلب رجلاً مذبوحاً ليكون زوجها ؟
من ذا الذى ـ منذ تأسيس العالم ـ أعطى دمه هدية عرسه إلا المصلوب الذى ختم زواجه بجراحاته ؟
من ذا الذى رأى جثة موضوعة وسط حفل العرس والعروس تحتضنها كى تتعزى بها ؟
فى اى عرس غير هذا كسروا جسد العريس للضيوف بدلاً من أى طعام آخر؟
إن الزوجات ينفصلن عن أزواجهن بالموت لكن هذه العروس بالموت إتحدت بالحبيب
لقد مات على الصليب واعطى جسده لعروسه المجيدة التى تكسره وتاكله كل يوم على مائدته .
لقد فتح جنبه وملأ كاسه بدمه المقدس معطيا إياها لتشرب حتى تنسى أصنامها الكثيرة .
لقد لبسته فى الماء وأكلته فى الخبز لقد شربته فى الخمر حتى يعرف العالم أنهما الإثنان قد أصبحا واحداً .
لقد مات على الصليب ،ولكنها لم تقبل آخر عوضاً عنه .
إنها مملوءة بالحب إذ تعرف أن من هذا الموت وهبت لها الحياة"
منقول