إن الله يطلب – في كلمته – أن نُطيعه في كل شيء. وليس ذلك كما يطلب بعض الأباء الجسديين الطاعة لإشباع نفوسهم، إذ يُسَرُّون بإظهار سلطانهم على أولادهم. كلا البتة، بل لأن الله طبيعته المحبة. إنه يعرف ما يؤدي إلى فائدتنا الزمنية والأبدية، وهو وحده له حكمة إلهية بها يفحص الأمور جميعها، من حيث نتائجها الحاضرة والأبدية. وهو وحده يعلم ما يحويه المستقبل القريب والبعيد. ولأنه يعلم كل هذه الأمور، ولأنه في طبيعته محبة؛ محبة تتوق لأن يتمتع أولاده بأغنى البركات، فقد رتَّب خطة لكل منهم، وهو وحده الذي يمكن أن يهدينا ويُوجهنا بكيفية تجعلنا لا نضل عنها. ولكن عندما نسير في الطاعة له حينئذٍ فقط يستطيع أن يهدي خطواتنا هداية صحيحة. ولهذا فطريق الطاعة القلبية الحقيقية هو طريق البركة العُظمى لنفوسنا. إنه الطريق الذي فيه نتمتع دائمًا بالشركة السعيدة معه، في جو الشعور المبارك بمحبته اللانهائية لنفوسنا، واليقين المُفرح بأنه يعمل كل الأشياء لخيرنا.