|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عيش الشهادة حتى الاستشهاد تعرف كنيستنا، وهي تسير معك على درب الجلجلة، أنها ستصل إلى الشهادة لك والاستشهاد من أجلك وحباً بك، على مثال المئات بل الآلاف من شهدائنا المعروفين وغير المعروفين وقد احتفلنا بذكراهم ولا نزال ننبش التاريخ بحثاً عن كتابة شهاداتهم. وتعرف كم كان قيافاً ساذجاً ومخطئاً عندما تنبّأ بأنه «خير للجماعة أن يموت إنسان واحد عن الشعب كله» (يوحنا 18/14)، وفاته أنّ هذا الإنسان هو ملك إسرائيل الذي سيقبل الموت على الصليب ليفتدي شعبه والبشرية كلها حباً بها، وأنّ هذه المحبة التي رضيت بالموت هي أقوى من الموت وأقوى من كل سلطنات الدنيا. فالاستشهاد هو قمة المحبة التي تضحّي بذاتها وتقبل بالموت لتدخل مع المسيح في عمق سرّ الفداء، وهي تردّد معه: «إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون» (لوقا 23/34). ومسيرة الكنيسة مطبوعة، منذ ميلاد يسوع المسيح إنساناً، بشهادة الشهداء، وأوّلهم أطفال بيت لحم واسطفانوس الذي كان يردّد وهم يرجمونه: «يا رب لا تحسب عليهم هذه الخطيئة» (أعمال 7/60)، وآخرهم في فرنسا الأب جاك هامل والضابط أرنو بلترام وكلاهما ينتميان إلى رعية شفيعها مار اسطفانوس. لذا فإنّ كنيستنا تَعِدُ بأن تتابع مسيرة الشهادة والاستشهاد التي بدأت برهبان مارون الثلاثمئة والخمسين، مروراً بالبطريرك جبرائيل الحجولاوي وصولاً إلى آخر شهيد يدفع اليوم ثمن إيمانه بالمسيح المحبة موتاً من أجل الحياة. لكنك علّمتنا أيها المسيح أنّ حبة الحنطة إن لم تقع وتمت في الأرض تبقى مفردة وإن ماتت تأتي بثمار كثيرة (يوحنا 12/24). هذا هو عمق سرّ فدائك. نعم أيها المسيح الإله، إنّ كنيستنا الساجدة لك، ورغم خطايا أبنائها، هي كنيسة القديسين. فهي تتقدّس كل يوم بالروح الحالّ فيها وبنسّاكها وقدّيسيها وشهدائها. إنها تفتخر بأن تكون كنيسة الصلبوت في متاهات الناسوت لأنها ترافقك في مسيرة آلامك حتى الصليب لتموت معك عن كل الأخطاء الماضية والحاضرة والمستقبلة، مروراً بسبت النور والقبر الفارغ، إلى القيامة، راجيةً أن تقوم معك إلى حياة جديدة ورسالة جديدة تفتح الطريق أمام المصالحة الشاملة والحقيقية بين ابنائها وبين جميع اللبنانيين فيعيدوا معاً بناء لبنان وطناً رسالةً في المحبة والحرية واحترام التعددية. |
|