|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الآنَ لاَ يُرَى النُّورُ الْبَاهِرُ الَّذِي هُوَ فِي الْجَلَدِ، ثُمَّ تَعْبُرُ الرِّيحُ فَتُنَقِّيهِ [21]. إن كانت عظمة الله الآن مخفية، حتمًا ستُعلن في وقت ما فجأة في كمال بهائها، حيث تبدد الظلمة عن عيني أيوب. وذلك كما يحدث بالنسبة للشمس التي تختفي أشعتها خلف الغيمة، لكن ما أن تهب الرياح وتبدد السحب حتى يظهر بهاؤها. هكذا يليق بالمؤمن الذي تحجب التجارب عن عينيه رؤية بهاء مجد الله وبرَّه وعدله أن ينتظر في صبرٍ وطول أناةٍ، إذ يهب الروح القدس عليه، فيزيل عنه غمامة الظلمة، ويرى ما كان مخفيًا عن عينيه. إذ كانت العاصفة قد بدأت فعلًا يطلب أليهو من أيوب أن ينتظر بصبرٍ، فقد اقترب الوقت الذي فيه يتجلى الله له ببهائه، ويتحدث معه بعد أن تطرد الرياح سحابة التجارب التي أظلمت عينيه. يرى البعض أن أليهو هنا يشير إلى عجز الإنسان عن رؤية الشمس في بهائها متى هبت الرياح وصارت السماء صافية من السحب، فكيف يطلب أن يرى الله وجهًا لوجه ليعرض شكواه أمامه. يليق به عوض ذلك أن يسجد أمامه، خاضعًا له بروح التواضع، عوض التذمر والتحدث مع الله كمن يتهمه. يعلن الله عن ذاته كسحابة جارية هذه التي تترك نور الشمس لامعًا للغاية، يمكن أن يرى في بهاء مجده الذي يكتنفنا [21-22]. |
|