|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماهو المنظور المسيحي للعالم؟
الجواب: يعني "منظور العالم" وجود مفهوم شامل عن العالم من وجهة نظر معينة. فالمنظور المسيحي للعالم يعني تكوين فكرة شاملة عن العالم من وجهة نظر مسيحية. ومنظور الشخص للعالم هو "الصورة الكبيرة" لديه، حيث تتناغم فيها كل معتقداته عن العالم. وهو طريقته لمحاولة فهم الحقيقة. ومنظور الشخص للعالم هو أساس القرارات اليومية التي يتخذها وبالتالي فهو في غاية الأهمية. إذا وجدت تفاحة على مائدة ويراها عدد من الناس. ينظر المزارع إليها ويقوم بتصنيفها. أما الفنان فيرى فيها حياة ساكنة ويقوم برسمها. والبقال يرى فيها سلعة ويحدد قيمتها. أما الطفل فيرى فيها طعاماً فيأكله. إذ تتأثر نظرتنا للأشياء والمواقف بنظرتنا العامة للعالم ككل. فكل منظور للعالم سوءا كان مسيحياً أم لا، يواجه على الأقل هذه الأسئلة الثلاثة: 1) من أين أتينا؟ (ولماذا نحن هنا؟) 2) ما هي مشاكل العالم؟ 3) كيف يمكن حل هذه المشاكل؟ المنظور العالمي السائد اليوم هو المنظور الطبيعي، ومن خلاله تتم إجابة الأسئلة السابقة كالتالي: 1) نحن نتيجة عمل طبيعي عشوائي وبلا هدف حقيقي. 2) نحن لا نحترم الطبيعة كما يجب. 3) يمكننا أن ننقذ العالم من خلال الحفاظ علي الطبيعة والبيئة. ينتج عن المنظور الطبيعي أيضاً فلسفات مختلفة مثل الأخلاق النسبية، الوجودية، المعتقدات اليوتوبية، والفلسفة الذرائعية. ولكن المنظور المسيحي للعالم، تجيب عن الأسئلة الثلاث من خلال الكتاب المقدس: 1) نحن خليقة الله، مخلوقين لنسود على العالم ولتكون لنا علاقة مع الله (تكوين 27:1 -28 و 15:2). 2) لقد إرتكبنا الخطيئة ضد الله ووضعنا العالم كلة تحت لعنة (تكوين 3). 3) الله بنفسه قام بفداء العالم بتضحيته بإبنه يسوع المسيح (تكوين 15:3 و لوقا 10:19) وسيعيد الخليقة لما كانت عليه يوم ما (أشعياء 17:65-25). يقودنا المنظور المسيحي للإيمان بالأخلاق المطلقة، والمعجزات، والكرامة الإنسانية وإمكانية الفداء. من المهم أن نتذكر أن منظور العالم هو وجهة نظر شاملة. ويؤثر على كل نواحي الحياة، من المال إلى الأخلاق، ومن السياسة إلى الفن. والمسيحية الحقيقية هي أكثر من مجرد أفكار تستخدم في الكنيسة. فالمسيحية كما نتعلمها من الكتاب المقدس هي منظور شامل للعالم. فلا يفرق الكتاب المقدس الحياة "الدينية" و "العلمانية"، فالحياة المسيحية هي الطريقة الوحيدة للحياة. قال المسيح عن نفسه أنه هو "الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 6:14)، وبهذا صار منظورنا للعالم من خلاله هو. |
|