طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات
( مت 5: 10 )
كثيرة هي صور الاضطهاد من أجل البر. لكن نحتاج هنا إلى تحفُّظ هام، فالمسيح لم يَقُل طوبى للمُضطهدين من أجل غيرتهم الرعناء، ولا طوبى للمطرودين من أجل تعصبهم الأعمى، ولا طوبى للمتألمين من أجل ضيق فكرهم. فليس كل ألم مرغوبًا فيه أو ممدوحًا ( 1بط 4: 14 ، 15). ثم أنه ليس علينا أن نتصادم مع السلطات، وأن نكسر قوانين البلاد، أو نتحدى المسئولين كيما ننال تطويب الرب هذا. وليس المفروض علينا أن نجلب المتاعب التي لا داعي لها على أنفسنا، وأن نُثير بُغضة الناس علينا وكراهيتهم لنا باستفزاز مشاعرهم بتصرفات مُثيرة. كلا البتة. فلقد قال المسيح لتلاميذه: «ها أنا أُرسلكم كغنمٍ في وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وبُسطاء كالحمام» ( مت 10: 16 ). وحكمة الحيات تقتضي منا أن نتجنب أية مخاطر لا ضرورة منها، وبساطة الحمام تتطلب ألا نسبب للآخرين أي أذى أو تعب.