|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراحة تحت ظله كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظله اشتهيت أن أجلس ( نش 2: 3 ) مَنْ منا في وسط مشغوليات الحياة المتلاحقة، لا يصبو إلى ساعة هادئة يستجم فيها ويسترد بعض قواه المُنهكة؟ وأكثر من ذلك، نحن نعرف أن الراحة الألذ والأشهى؛ هي التي ننعم بها في صُحبة سيدنا وربنا المحبوب، الذي تحت ظله يحلو الجلوس. ولكن كثيرين يعوزهم أن يجدوا هذا الظل المبارك. إنهم يسعون عبثًا، وبالتعب وبالألم يواصلون السعي يومًا بعد يوم، وينوءون تحت ثقل اهتماماتهم ومشكلاتهم. لقد قال ربنا «اطلبوا تجدوا»، ولكن هؤلاء يعجزون عن أن يجدوا الراحة، لأنهم يطلبون مكانًا ومكانة وليس شخصًا. آه، لو علموا أن المسيح نفسه هو «شجرة التفاح»، وعند قدميه يلذ الجلوس ويُشتهى. إن ظل شجرة التفاح وحده هو الذي يُشبع وينعش القديسين المُتعبين. يجب أن نسعى إلى ذاك الذي تعلمت قلوبنا أن تحبه، فما من شخص وما من شيء يستطيع أن يحل محله. ومثل عروس النشيد دعنا نقول: «إني أقوم ... أطلب مَنْ تحبه نفسي» ( نش 3: 2 )، لأنه حلو ومُشتهى هو الجلوس تحت ظله. كثيرًا ما يُستعمل الظل رمزيًا في الكتاب المقدس، وقد يختلف الرمز اختلافًا طفيفًا في تطبيق معناه، ولكنه يشير بصفة عامة إلى العتق والوقاية اللذين يهيئهما الله لأولئك الذين يثقون فيه «لأنك كنت .... ظلاً من الحر» ( إش 25: 4 )، وأيضًا «ويكون إنسان ... كظل صخرة عظيمة في أرض مُعيية: ( إش 32: 2 )، والمُشبّه بذلك التشبيه الجميل، بظل شجرة التفاح وورقها الأخضر وثمرتها الحلوة ( نش 2: 3 )، والمرموز إليه في كل هذه الفصول، هو المحبوب والمعبود من جميع المخلَّصين؛ ظله وراف على الدوام، لذيذ ومُشتهى. ليتنا نتذكر أنه لا يعوزنا أن نذهب بعيدًا كي نجد هذا الظل؛ فالرب قريب منا. وإذ وجدناه، ليتنا نجلس تحت ظله، ونجعل من محضره المبارك مقامنا على الدوام. هناك نتعلم كيف أن الرب يحوطنا من خلف ومن قدام، وكيف أن يده تقودنا، وكيف أن يمينه تعضدنا، وفي ظله لن نخاف أية ظلال أخرى «أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني» ( مز 23: 4 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الراحة فيه |
أين الراحة؟ |
لا تجد الراحة إلا فيه |
الراحة |
الراحة |