اللسان العفيف
هو الذي لا ينطق بما هو جارح أو ساخر أو يخدش الأسماع، صاحبه مختون الشفتين، لا يتكلم إلاّ بما هو للبنيان كلامه مملّح بالروح القدس يقول أب لتلميذه " انظر .. لا تدخل هذه القلاية كلمة غريبة" ويقول القديس يوحنا الدرجي "
فم العفيف بتكلم بالطيبات ويلذذ صاحبه ويفرح سامعيه".
إنها فضيلة أن ينتقي المتكلم كلامه أن يختار ما يقوله ألا ينطلق لسانه بكل ما هو درئ، وإذا اضطر إلي قول ما يعد غير تقليدي أو مضطر لاعادة قول كلمة قد تبدو أقل من المستوي المطلوب: فهو يعتذر قبلا كثيراً هو يخشي أن يلوث مسامع من يسمعونه وكذلك لئلاّ يدنس شفتيه وهناك فرق بين شخص يقول كلمة الحق بلطف وعفة، وآخر يقولها بقباحة شتم شخص راهباً بكلمة قبيحة فقال له "ان كلمات النعمة علي شفتيك يا أخي " وتكرر الأمر مع آخر فقال: " كنت قادراً أن أجاوبك بمثل ما يوافق كلامك ولكن ناموس إلهي يغلق فمي ".
هناك شخص تتمني ألاّ يكفّ عن الكلام بسبب حلاوة كلمات النعمة الخارجة من شفتيه، هو مشجع .. ملاطف .. ُمدافع، وآخر تتمني أن ينتهي سريعاً من كلامه يقول عنه الكتاب: " سم الأصلال يرضع يقتله لسان الأفعى" (أي 20: 16).
إنسان تستزيده كلما حاول أن ينهي حديثه، وآخر تسعى في إنهاء اللقاء معه، إنه يتعبك بتأنيبه .. بإدانته للآخرين .. حقاً يقول الكتاب "شفتاك ياعروس تقطران شهداً " (نش 4: 11).
انبا مكاريوس