|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدّيس العظيم البار إكليمنضس الروماني مفاهيم روحيّة عند القديس كليمنت من روما رسالة إكليمنضس الأولى 1. التأمل في الصليب: [لنركّز أنظارنا على دم المسيح؛ متحقّقين كم هو ثمين لدى أبيه! إذ أراقه قدّم نعمة التوبة للعالم كلّه!] (7: 4). 2. الحاجة إلى التوبة: [الله يود أن يقدّم فرصة للتوبة لكل محبوبيه، ويثبّتها بإرادته القادرة] (8: 5). [احترزوا أيها الأحبّاء لئلا يصير كثرة لطفه دينونة لجميعنا، ذلك إن لم نسلك كما يليق به، ونتمّم بفكرٍ واحد الأمور الصالحة المرضيّة في عينيه] (21: 1). 3. الثقة في المواعيد الإلهيّة: [ليتنا لا نتردّد، ولا نتشكك من جهة عطاياه الثمينة المجيدة] (23: 2). [مباركة ومدهشة هي عطايا الله أيها الأحبّاء] (35: 1). 4. ترقب وعده بالقيامة: [على هذا الرجاء تلتصق نفوسنا بالأمين في مواعيده، العادل في أحكامه] (27: 1). 5. شهادتنا لله بسلوكنا: [فليشهد الآخرون عن أعمالنا الصالحة، كما شهدوا لآبائنا الصدّيقين] (30: 7). 6. نشكر الله على عمله معنا وفينا: [يليق بنا أن نشكره ما دام كل ما فينا هو منه] (38: 4). 7. الاهتمام بدراسة الكتاب المقدس: [انكبوا على دراسة الكتب المقدسة التي هي بحق منطوقات الروح القدس] (45: 2). 8. الاهتمام بالحب الأخوي اللائق والمقدّس والعملي. [لننطرح قدّام الرب ونسأله بدموعٍ أن يجعلنا رحومين، ويصالحنا معه، ويعيدنا إلى ممارسة الحب الأخوي الذي كان لنا، اللائق والمقدّس. إنه باب البرّ الذي يفتح الطريق للحياة، كما هو مكتوب: "افتحوا لي أبواب البرّ، أدخل فيها وأحمد الرب. هذا هو باب الرب، والصدّيقون يدخلون فيه" (مز 118: 19، 20). الحب يقود إلى أعالي لا يُخبر بها! الحب يوحِّدنا مع الله، إذ "المحبّة تستر كثرة من الخطايا" (1 بط4: 8؛ أم 10: 2)... بالحب يصير مختاروا الله كاملين، وبدونه ليس شيء يرضي الله. بالحب يأخذنا الرب إليه. بالحب يحملنا يسوع المسيح الذي أراق دمه عنّا بإرادة الله، وأعطانا جسده عن جسدنا، ونفسه عن نفوسنا. انظروا أيها الأحبّاء، كم هو عظيم - الحب - ومدهش! كماله لا يمكن وصفه! يجلس الكاملون في الحب بالنعمة الإلهيّة في مجالس القديسين، ويظهرون عند إعلان ملكوت المسيح.] (48-50) 9. اهتمامنا بالخطاة: [لنصل نحن أيضًا من أجل الذين ارتكبوا أية خطيّة، حتى إذ نعاملهم بالوداعة والتواضع يتمثلون لا لنا بل لإرادة الله. بهذه الكيفيّة يكون ذِكرنا لهم مثمرًا وكاملًا وبلطف في صلّواتنا لله وقدام القديسين] (56: 1). 10. الهروب من الكبرياء: [من الأفضل أن تكونوا صغارًا ومكرّمين في قطيع المسيح، عن أن تكونوا مشهورين وخارج رجائه] (57: 2). الأعمال المنسوبة للقدّيس إكليمنضس أ. رسالة إكليمنضس المسمّاة بالثانية 1. اهتمامنا بالمخلّص والخلاص [الذين ينصتون إلى هذه الأمور (الخلاص) في استهتار كأنّها ليست بذي شأن يخطئون، غير عالمين من أي حال نحن دُعينا؟ ومن الذي دعانا؟ وإلى ماذا دعانا؟ وكم من الآلام احتملها يسوع المسيح من أجلنا؟ ماذا إذن نرد عليه؟ أو أي ثمر يلزمنا أن نقدّمه مقابل عطيّته لنا؟! حقًا ما أعظم المقدّسات التي نحن مدينون له بها! فقد أنعم علينا بالنور، وكأب دعانا أولادًا، وإذ أوشكنا على الهلاك خلّصنا! لم تكن حياتنا إلاَّ موتًا؛ اكتنفنا العمى، وغطت ظلمة كهذه بصيرتنا، فتقبّلنا البصيرة، وبإرادتنا ألقينا عنّا السحابة التي غشت علينا... دعانا حيث لم نكن، وأردنا أن نوجد من العدم] (1، 2). 2. شهادتنا للمخلّص [كيف نتعرّف به؟ بالعمل حسب قوله، وعدم عصياننا وصاياه؛ بتكريمنا له لا بشفاهنا فحسب، بل وبكل قلوبنا وذهننا، إذ يقول في إشعياء: "هذا الشعب أكرمني بشفتيه، وأما قلبه فأبعده عني" (إش29: 13؛ مت15: 8؛ مر7: 6). إذ ليتنا لا نقف عند مجرّد دعوته "يا رب" فإن هذا لا يخلّصنا؛ إذ يقول: "ليس كل من يقول يا رب يا رب يخلص، بل الذي يفعل البرّ" (مت7: 31). لهذا فلنعترف به يا اخوة بأعمالنا، بحبنا بعضنا لبعض، بامتناعنا عن الزنا والنميمة والحسد، بل نكون أعفاء، رؤوفين وصالحين] (3-4). 3. ترقبنا للأبديّة [إذ نحن مقيمون مؤقتًا في هذا العالم الحاضر، فلنتمّم إرادة الذي دعانا، ولا نخاف الرحيل من هذا العالم] (5: 1). [بالحب وعمل البرّ نتوقّع من ساعة إلى ساعة ملكوت الله؛ فإننا لا نعرف يوم ظهور الله] (12: 1). [لو أعطى الله المكافأة في الحال، لصار تدريبنا تجارة وليس برًا. فإننا نظهر أبرارًا بينما نحن نسعى لا من أجل الصلاح بل من أجل الرب] (20: 4). 4. لنتب [لنتب ما دمنا على الأرض، فإنّنا طين في يد فنان] (8: 1). [لنسلّم أنفسنا لله طبيبنا، ما دام لنا فرصة الشفاء، ولنرد له المكافأة. كيف؟ بالتوبة من قلب خالص] (10: 2). 5. الخير مصدر السلام [إن كنا تجاهد في صنع الخير يتبعنا السلام] (10: 2). 6. تمتّعنا بالحياة الكنسيّة المقدّسة [لنختر أن ننتسب لكنيسة الحياة لكي نخلص... لقد أُعلنت الكنيسة -التي هي روحيّة- في جسد المسيح... إن قلنا أن الجسد والروح هو المسيح، فإن من يفسد الجسد يكون قد أفسد الكنيسة؛ مثل هذا ليست له شركة في الروح الذي هو المسيح. مثل هذا الجسد قادر أن يشترك في حياة عظيمة هكذا، وفي الخلود، إن رافقه الروح القدس] (14). 7. الصلاة [الصلاة بضمير صالح تخلّص من الموت] (16: 4). ب. الرسالة الأولى عن البتوليّة 1. التأهّل للملكوت [لا يُقتنى ملكوت السموات بفصاحة الكلام أو الشهرة، ولا بالمركز الاجتماعي أو النسب، ولا بالجمال أو القوّة، ولا بطول الحياة، إنّما يُقتنى بقوّة الإيمان عندما يُظهِر الإنسان عمل الإيمان] (2). 2. البتوليّة حياة إيمانيّة عمليّة [المتبتّلون هم مثل رائع للمؤمنين وللذين سوف يؤمنون. الاسم وحده بغير الأعمال لا يُدخل ملكوت السماوات، لكن إن كان الإنسان بحق مؤمنًا فمثل هذا يخلص... لا يقدر الإنسان أن يخلص لمجرّد تلقيبه بتولًا وهو خالٍ من الأعمال الممتازة الكاملة اللائقة بالبتوليّة...] (3). [من التهبت نفسه بهذه الأمور العظيمة الساميّة (مخافة الله)، ينسحب فاطمًا نفسه عن العالم كلّه، لكي يختبر حياة إلهيّة سماويّة على مثال الملائكة القدّيسين، في عمل طاهر مقدّس، بتقديس روح الله (2تس2: 13)، خادمًا ضابط الكل يسوع المسيح، من أجل ملكوت السماوات. على هذا الأساس يفطم نفسه عن كل شهوات الجسد... مشتاقًا إلى الرجاء الموعود به والمهيأ والمذخَّر في السماء (كو1: 5) بواسطة الله... فيوهب للبتوليّين مكانًا مرموقًا في بيت الله؛ هذا أفضل له من البنين والبنات (إش56: 4، 5)، وأفضل (مما يناله) الذين يقضون حياتهم الزوجيّة في قداسة ولم يكن مضجعهم دنسًا (عب13: 4)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. يعطي الله البتوليين ملكوت السماوات كملائكة قدّيسين] (4). [أتريد أن تكون بتولًا؟ إن كنت تتوق إلى هذا اغلب الأسد، اهزم شهوات الجسد، اغلب العالم في روح الله، انتصر على الزمنيّات الباطلة التي تعبر وتشيخ وتفسد وننتهي، اغلب التنّين (رؤ12: 7)، اغلب الأسد (1 بط 5: 8)، اغلب الحيّة (2 كو 11: 3)، اغلب الشيطان بيسوع المسيح الذي يقويك، بسماعك كلماته، وتمتّعك بالإفخارستيا في الله. احمل صليبك واتبعه (مت26: 24)، ذاك الذي يطهّرك، يسوع المسيح ربك] (5). 3. الصلاة لإرسال فعلة للحصاد [فلنطلب من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده (مت9: 37-38)، يفصلون كلمة الحق باستقامة، فعلة بلا لوم (2تي2: 15)، فعلة أمناء، فعلة يصيرون نورًا للعالم (مت5: 14)، فعلة يعملون لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبديّة (يو6: 27)، فعلة كالرسل، يمتلئون بالآب والابن والروح القدس المهتمّين بخلاص البشر...] (13). ج. الرسالة الثانية عن البتوليّة عدم الخِلطة بين النساك والناسكات [نحن بمعونة الله نسلك هكذا: لا نسكن مع متبتّلات، وليس لنا شركة معهنّ في شيء. لا نأكل مع متبتّلات ولا نشرب معهنّ] (1). [طوبى للإنسان المتّزن، الحذر في كل شيء من أجل النقاوة] (5). [ليتنا لا نمكث باستمرار مع نساء أو عذارى، فإن هذا غير مفيد للذين يرغبون أن يمنطقوا أحقّاءهم (لو12: 35). فإننا نطالب بحب الأخوات بكل نقاوة وعفّة، وبكل ضبط فكر في مخافة الله، دون أن نجتمع دومًا بهنّ، ولا أن نستأنس بهنّ في أيّة ساعة] (8). الإكليمنضيّات المزوّرة 1. الإنسان في صورة الله [الإنسان هو صورة الله. من يريد أن يكون تقيًا نحو الله فليفعل صلاحًا مع الإنسان؛ لأن جسد الإنسان يحمل صورة الله. لكن ليس الكل يحمل شبهه، إنّما العقل النقي في النفس الصالحة يحمل شبهه. على أي الأحوال، إذ نعرف أن الإنسان على صورة الله ومثاله، نخبركم أنّه يجب أن تكونوا أتقياء نحو الإنسان، فيُحسب ذلك مقدّما لله، الذي على صورته الإنسان] (عظة 11: 4). 2. حريّة الإرادة [للعقل الحريّة أن يوجّه حكمه إلى أي جانب يريده، وأن يختار الطريق الذي يودّه، فمن الواضح أن للإنسان حريّة الخيار] (المدركات 5: 6). [اخبروني، كيف يدين الله بالحق كل أحد حسب أعماله، إن كان البشر ليس في قدرتهم أن يفعلوا شيئًا؟! لو أخذنا بهذا الرأي (القضاء والقدر) لاقتلعنا كل شيء من جذوره؛ وحُسب باطلًا أن نطلب اِتّباع الصلاح، بل وباطلًا يحكم قضاة هذا العالم بالقوانين ويدينون الذين يخطئون، ما داموا ليس في قدرتهم ألاَّ يخطئوا، وتصير قوانين الأمم الموضوعة لمعاقبة الأعمال الشرّيرة باطلة] (المدركات 3: 22). 3. العماد [يأمر الله كل أحد يتعبّد له أن يُختم بالعماد، فإن رفضت ذلك وأطعت إرادتك الذاتيّة عوض إرادة الله، لا شك أنت تقاوم إرادة الله وتعاديها] (المدركات 6: 8). [اقتربوا (إلى المعمودية) إن كنتم أبرارًا أو أشرارًا. فإن كنت بارًا ينقصك مجرّد العماد للخلاص. وإن كنت أثيمًا فتعال لكي تنال العماد لمغفرة الخطايا التي سبق أن ارتكبتها في جهالة... إن كنت بارًا أو أثيمًا اسرع لكي تولد لله، ففي التأخير خطر، لأن موعد الموت المعين غير مُعلن. اظهر بحسن صنعك امتثالك بالآب الذي يلدك من الماء. كمحب للحق كرِّم الله الحقيقي كأبيك. وتكريمك له هو أن تعيش كما هو، تعيش بارًا. فإن إرادة ذاك البار أنك لا تخطئ] (عظة 11: 37). [سواء كنت بارًا أو أثيمًا، فالمعموديّة ضروريّة بالنسبة لك في كل الأحوال. فبالنسبة للبار يتحقّق الكمال فيه، ويولد ثانية لله. وبالنسبة للشرّير، يُمنح له العفو عن الخطايا التي ارتكبها في جهالة. إذن ليسرع الكل إلى الولادة الثانية من الله دون تأخير، لأن نهاية حياة كل أحد غير أكيدة] (المدركات 6: 9). [ميلادنا الأول يتحقّق خلال نار الشهوة، ولذلك بتدبير إلهي يأتي الميلاد الثاني بواسطة الماء الذي يطفئ طبيعة النار؛ وإذ تستنير النفس بالروح السماوي يُطرد الخوف من الميلاد الأول، بشرط أن تعيش لأجل الزمن الآتي (الحياة الأبديّة)، فلا تطلب أية ملذّات لهذا العالم، فنحسب هنا زائرًا وغريبًا ولك مواطنة في المدينة الأخرى] (المدركات 9: 7). 4. الذبائح الحيوانيّة [لا يُسر (الله) بالذبائح، يظهر هذا من أن الذين يأكلونها ما أن يذوقونها حتى يشتهونها، ويصيرون لها مقبرة، فيسمّون "مقبرة الشهوات" (عظة 3: 45). كأن الكاتب يقول بأن الذبائح الحيوانيّة حملت رمزًا للذبيحة الخلاصيّة الفريدة، أمّا من يتمسّك بها في حرفيّتها فلا ينال شيئًا، بل بالعكس عوض تمتّعه بالمصالحة مع الله يأكل الذبيحة بشهوة، وتصير أحشاؤه مقبرة تدفن فيها الذبيحة! 5. الحق والحب الحق ليس مجرّد معرفة ذهنيّة، إنّما هو إعلان إلهي، لذا يرتبط الحق بالحب من يحمل حبًا نحو الله إنّما يتأهّل للإعلان الإلهي والتمتّع بمعرفة الحق. [لقد حجب الله الحق بستائر حبه، حتى يمكن فقط لمن يقرع باب حبّه الإلهي أن يبلغ إليه] (المدركات 58). 6. الحق وإمكانيّة الإنسان لا يستطيع الإنسان بقدراته أن يتعرّف على الحق دون العون الإلهي. [كل الذين يبحثون عن الحق، متّكلين على ذواته حاسبين أنّهم قادرون على العثور عليه، يسقطون في فخ. هذا ما عانى منه كل من فلاسفة اليونان والعقلاء جدًا من البرابرة] (عظة 2: 7). 7. المعرفة [هي باب الحياة للذين يدخلون منها، في طريق الأعمال الصالحة للذاهبين إلى مدينة الخلاص] (المدركات 5: 5). [إذ يبتهج (الإنسان) بغنى الحكمة التي يجدها، يشتاق بِنَهم أن يتمتّع بها، مبتهجًا بممارسة الأعمال الصالحة، مسرعًا نحو اقتناء الدهر الآتي، بقلبٍ نقي وضميرٍ طاهر، حيث يكون في قدرته رؤية الله ملك الكل] (المدركات 5: 7). 8. الحاجة إلى تعاليم صادقّة [كل من يتوقّع دينونة الله ناظر الكل، يصير له دافع أعظم نحو الفضيلة. أمّا (إذ ارتبط ذلك) بتعليم صادق، فإنّه (التعليم) يسحبه من العقوبة الأبديّة، ويهبه بركات أبديّة غير منطوق بها ينالها من قبل الله] (عظة 4: 14). 9. المخافة الإلهيّة [خف الله فإنّه عادل، لكن سواء كنت تخافه أو تحبّه يلزمك ألاَّ تخطئ... من يخافه يستطيع أن يقتني الغلبة على الشهوات الشرّيرة، ولا يشتهي ما للغير، بل يمارس الحنو والوقار ويعمل بعدل!] (عظة 17: 7). [على أي الأحوال، من النافع أن نخافه وحده، ليس كظالم بل بكونه الله البار. فإن الإنسان يخاف من هو ظالم لئلا يهلكه بالظلم، ويخاف البار لئلا يخطئ فيُعاقَب. فبخوفك إياه تتحرّر من كل المخاوف الضارة. فإنك ما لم تخف الرب الواحد خالق الكل، تصير عبدًا لكل الشرور التي تضرّك، أقصد تصير عبدًا للشيّاطين والأمراض (الروحيّة) وكل ما يمكنه أن يضرك بطريقة أو أخرى] (عظة 10: 5). 10. البرّ يلزمنا ألاَّ ننشغل ليس فقط بالأمور الزمنيّة وإنّما حتى بالتعرّف على الأسرار السماويّة، إذ يليق بنا أن نهتم أولًا بخلاص نفوسنا، فنطلب ملكوت الله وبرّه أولًا... [واجبنا الأول نحن جميعًا أن نطلب برّ الله وملكوته، برّه لكي نتعلّم أن نعمل باستقامة (ببرّ)؛ وملكوته لكي نعرف المكافأة المعدّة من أجل العمل والصبر؛ في ذلك الملكوت ينال الصالحون الأبديّات، بينما ينال الذين مارسوا ما يخالف إرادة الله العقوبات عن كل عمل... لذلك، قبل كل شيء فلنطلب هذا: ماذا نعمل؟ وكيف نمارسه؟ حتى نتأهّل لنوال الحياة الأبديّة] (المدركات 2: 20) [إن اقترح علينا ذهننا أن نطلب معرفة الأسرار الخفيّة قبلما نطلب أعمال البرّ، فلنرد عقلنا إلى صوابه، فإنّه إذ يفكر حسنًا نتأهّل لنوال الخلاص. عندئذ إذ نذهب إلى الله في طهارة ونقاوة نمتلئ بالروح القدس، ونعرف السرائر الخفيّة كلّها دون إثارة تساؤلات. أمّا إذا قضى الإنسان حياته كلّها في السؤال عن هذه الأمور، فإنّه ليس فقط يعجز عن نوالها، وإنّما أيضًا يشغل نفسه بأخطاء عظيمة، لأنّه لم يدخل أولًا طريق البرّ، مجاهدًا من أجل بلوغ ميناء الحياة] (المدركات 2: 21). 11. الطاعة إن كان يليق بالمؤمنين أن يمارسوا الطاعة في الرب، فإنّه يليق بالإكليروس ألاَّ يطلبوا منهم إلاَّ ما هو لائق. [عملكم أن تأمروا بما هو لائق، وعمل الأخوة هو الخضوع لا أن يعصوا. بالخضوع يخلصون، وبالعصيان يعاقبون بواسطة الرب، لأنّه يُعهد إلى الرئيس موضع المسيح] (عظة 3: 66). 12. الغضب المقدّس [هذا هو الغضب البار والضروري، الذي به يناضل الإنسان مع نفسه، ويتهم نفسه بالأمور التي يخطئ فيها والتي يقصِّر فيها، بهذا النضال تلتهب نارًا معيّنة فينا، تعمل فينا كما في حقل قفر، تهلك وتحرق جذور اللذّة الشرّيرة، وتجعل تربة القلب أكثر خصوبة بالنسبة لبذار كلمة الله الصالحة. إنني أظن أنّه لديكم من الأسباب ما هو كافٍ لإثارة الغضب، الذي منه تشتعل النيران الأكثر برًا، إن أخذتم في اعتباركم أية أخطاء سحبكم إليها شرّ الجهل، هذا الذي أحدركم إلى السقوط، ودفع بكم إلى الخطيّة للتوّ؛ انتزعكم من الصالحات وسحبكم إلى الشرور؛ وما هو أهم من الكل، كيف جعلكم تستحقّون العقوبات الأبديّة في الدهر الآتي] (المدركات 6: 3). [يكون الغضب شرًا عندما يربك الذهن، فينزع المشورة السليمة. أمّا الغضب الذي يعاقب الأشرار فلا يسبب تشويشًا للذهن] (المدركات 10: 48). 13. نقاوة القلب [يُرى الله بالذهن لا بالجسم، وبالروح لا بالجسد. لذلك تراه الملائكة، وهم أرواح، أمّا البشر فما داموا بشر لا يستطيعون معاينته. أمّا بعد القيامة من الأموات، عندما يصيرون كالملائكة (مت22: 30)، فيستطيعون أن يروه... لذلك فإن قول المعلّم: "طوبى للأنقياء القلب لأنّهم يعاينون الله" (مت5: 8) لا يناقض الناموس (خر33: 20)] (المدركات 3: 30). 14. المثابرة في الدراسة [من الضروري دراسة التعليم بمثابرة بغير انقطاع، لكي يمتلئ ذهننا بفكر الله وحده، فإنّه لا يكون للشرّير موضع في ذهن ممتلئ بفكر الله] (المدركات 3: 21). 15. السلام والحرب الروحيّة [من لم يقبل كلمات السلام، ولا يستجيب للحق، نعرف كيف نوجّه ضدّه حرب الكلمة ونوبّخه بحدّة بتفنيد جهله واتّهامه بخطاياه (مباشرة بيننا وبينه). من الضروري أن نقدّم سلامًا، فإن كان أحد ابنا للسلام يحل سلامنا عليه؛ أمّا من يقيم نفسه عدوًا للسلام، فيرجع سلامنا إلينا] (المدركات 2: 31). [عندما جاء ذاك الذي يرسلنا، ورأى العالم ساقطًا في الشر لم يعط سلامًا لمن هو ساقط في خطأ، لئلا بهذا يثبّته في شرّه، بل أقام معرفة مقابل هلاك الجهل بالحق، حتى إذا ما أراد الناس أن يتوبوا ويتطلّعوا إلى نور الحق، يحزنون حقًا لأنّه كانوا مخدوعين ويُدركون أنّه قد انسحبوا إلى جُرف الخطأ، فيشعلون نار الغضب الوقور ضدّ الجهل الذي خدعهم. بسبب هذا قال: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو12: 49)... ولهذا قال ذاك الذي أرسلنا: "ما جئت لألقي سلامًا على الأرض بل سيفًا" (مت10: 34)] (المدركات 6: 4). 16. الخطيّة والألم [حينما كان (الإنسان) بارًا، كان أعظم وأسمى من كل الآلام، إذ لم يكن ممكنًا للجسد غير المائت أن يكون له خبرة الألم، لكنّه إذ أخطأ... وصار خادمًا للخطيّة، خضع لكل الآلام، وبحكم عادل حُرم من كل الأمور الساميّة] (عظة 10: 4). [قدّم لي إنسانا لا يخطئ، وأنا أريك إنسانا لا يتألّم، فإنك تجده ليس فقط لا يتألّم بل وتراه قادرًا أن يشفي الآخرين] (عظة 19: 22). 17. الزواج [من أجل الطهارة ليته يسرع ليس فقط الشيوخ وإنّما الكل إلى إتمام الزواج. لأن خطيّة من يزني بالضرورة تحل على الجميع (بالغضب). لذلك فإن بداية المحبة أن تحث الأخوة على الطهارة، بكونها شفاء للنفس] (عظة 3: 68). 18. الملاك الحارس [لكل أمَة ملاك، يعهد الله إليه إدارتها] (المدركات 2: 42). 19. سلطان المؤمن على الشياطين [عندما تأتي نفس ما إلى الإيمان بالله، تنال فضيلة الماء السماوي، الذي به تطفئ الشيطان مثل شرارة النار] (المدركات 4: 17). كل مؤمن يأمر الشياطين، وإن كانوا يظهرون كأنّه أقوى من البشر، لكن المؤمن يأمر لا بقوّته الخاصة، بل بقوّة الله الذي يخضعهم (لنا)] (المدركات 4: 33). [أفضل عون لكم لكي تهرب منكم الشياطين هو النسك والصوم واحتمال الضيق. فإن كانت الشياطين تدخل أجساد البشر من أجل شركة الملذّات، فواضح إنّها تهرب باحتمال الألم] (عظة 9: 10). 20. الحاسة السادسة [توجد حاسة سادسة، أعني بها "سبق المعرفة"، فالحواس الخمس قادرة على المعرفة، أمّا السادسة فقادرة على سبق المعرفة، هذه التي للأنبياء] (المدركات 2: 51). |
|