البقعة الحمراء العظيمة
Geat Red Spot
أضخم إعصار في المجموعة الشمسية وتعتبر من أكثر ملامح المشتري شهرة، حيث تبدو كعين حمراء مخيفة دائمة تسم الكوكب العملاق. تم رصد هذه البقعة منذ ما يزيد عن 300 عام، ربما قبل سنة 1665، وتشير بعض النماذج الرياضية إلى أن هذه العاصفة هي عاصفة مستمرة وسمة دائمة لهذا الكوكب، أي أنها قد تكون أقدم من هذا بكثير. هذه الزوبعة المخيفة التي لا تهدأ تدوّم بسرعة لا تصدق تصل إلى 500 ميل في الساعة، ويمكن مراقبتها من الأرض باستخدام مقراب بفوهة 14 سم أو أكبر.
ظلت هذه البقعة مدهشة لغزًا محيرًا للعلماء المراقبين لها من الأرض أو عبر إرسالياتنا الفضائية المتكررة. لهذا انطلق مسبار جونو في 2011 متوجهًا إلى الكوكب الأكبر في مجموعتنا الشمسية “المشترى” لمراقبته. وهكذا، وبعد رحلة استغرقت 5 أعوام قطع خلالها جونو مليارين و700 مليون كم، وصلت المركبة الأمريكية غير المأهولة العام الماضي إلى مدار “لمشتري” لدراسته وإتاحة الفرصة لأول مرة للحصول على مشاهد جديدة تظهر السحب الملتفة، باستخدام كاميرته الملونة ذات القدرات المدهشة والمعروفة باسم “جونو كام Juno Cam”.
الجميع كانوا يتحرقون شوقًا للصور التي سيرسلها المسبار عندما يحلق على ارتفاع 9 آلاف كيلومتر فوق الزوبعة العملاقة التي يبلغ قطرها 16 ألف كيلومتر، وبالأمس فقط الأربعاء نشرت ناسا مجموعة من الصور الخام غير المعالجة للبقعة الحمراء العظيمة كما صورها مسبار جونو. ولعدم تفرغ علماء ناسا للعمل فورًا لمعالجة الصور بأنفسهم، كان الهدف من نشر الصور الخام هو إتاحتها لجميع المختصين والهواة على حد سواء لمعالجتها ومشاركتها مع سكان الأرض سريعًا دون إبطاء. ومن هنا، عمل مصمم الجرافيك وهاوي الفضاء جيسون مايجور Jason Major على معالجة الصورة الأولى التي ترونها بالأسفل للبقعة الحمراء العظيمة.
وبعدها توالت العملية لصور كثيرة أخرى، وأحيانًا للصورة نفسها من أكثر من شخص كما ترون في الصور التالية؛ ومن المنتظر أن تنشر ناسا المئات من هذه الصور بعد معالجتها قريبًا للغاية.
كما ترون، هذه صور بانورامية واسعة للمشترى حيث تزأر العاصفة الحمراء بلا توقف. قبل هذه الصور غير المسبوقة لقربها الشديد من المشترى، أتتنا أفضل صورنا المتاحة للكوكب العملاق عبر مسباري فوياجر Voyager واللذان عبرا بجانب الكوكب الغازي منذ 40 عامًا تقريبًا، وتحديدًا في عام 1979.
من المنتظر أن يعلق علماء ناسا بشكل تفصيلي على ما تحويه تلك الصور غير المسبوقة للبقعة الحمراء العظيمة؛ الجميع يترقب هذا. لكن من المؤكد أنهم يعكفون حاليًا على دراسة سيل الصور التي توزعها ناسا تباعًا كي لا يفوتوا أي تفصيلة أو معلومة ما؛ مع أنه من المحتمل ألا تزيل الصور والبيانات المستقاة الغموض بشكل كامل حول السلوك المحير للعاصفة أو حتى أنماط التصادم الغريبة التي تحدث حول منطقة القطب الجنوبي للمشترى وفي غيرها من المناطق.
مع هذا، تظل الصور التي أرسلها جونو مدهشة وثمينة إلى أقصى حد، بعدما منحتنا الفرصة للنظر عبر عين العاصفة المهولة للبقعة الحمراء العظيمة؛ وهي الفرصة التي ظل في انتظارها البشر لمئات السنين حتى أمس! a