وكان لا بُد أن يقوم المسيح، لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.
حتى عندما مات.. تقول القسمة السريانية: انفصلت روحه عن جسده.. ولكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن روحه ولا عن جسده.. روحه المتحدة باللاهوت نزلت إلي أقسام الأرض السفلي، وكرزت للأرواح التي في السجن، وأصعدتها إلي الفردوس..أما جسده فبقي في القبر متحدًا بلا هوته أيضًا.. فهو قد مات بشريًا من جهة انفصال الروح عن الجسد، ولكنه كان "محيي في الروح".. كانت له الحياة الثابتة في اللاهوت، والتي من أجلها صرخ نيقوديموس وهو يكفنه "قدوس الله.. قدوس القوس.. قدوس الحي الذي لا يموت.
نعم كان لا بد أن يقوم هذا الجسد المتحد باللاهوت.. وما كان ممكنًا أن يستمر في الموت.
إن الموت لم ينتصر عليه مطلقًا، وما كان ممكنًا أن ينتصر عليه.. بل أنه بموته داس الموت، أي داس علي هذا الموت الذي انتصر علي كافة البشر، فنجاهم السيد من هذا الموت بموته عنهم، ودفع ثمن خطاياهم.. وهكذا قضي علي سلطان الموت.