|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حَمَل خطية كثيرين الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ( 1بط 2: 24 ) لقد عُلق المسيح على الصليب بكل ازدراء، وعندما عُلق كان موضوع استهزاء المارين. لكن وفي نفس الوقت الذي كان يتألم فيه ويموت هناك، كان لا يزال هو ابن الله الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1: 3 ). كما وكان عليه أيضاً في نفسه حِملُ خطايا كل الذين ينتمون إلي الكنيسة. هل نستطيع أن نتصور ماذا يعني ذلك له؟ هذا القدوس تماماً، الذي قيل عنه إنه ليس فقط لم يخطئ بل أيضاً لم يعرف خطية، والذي أتى ليبطل الخطية ( عب 9: 26 ). كان عليه أن يحمل هو نفسه خطاياي في جسمه، كل ملايين بل بلايين الخطايا التي ارتكبتها، بل خطايا كل هؤلاء الذين يكوّنون الكنيسة. فلقد أحب المسيح كنيسته حتى إنه حمل كل هذه الخطايا في جسده. ما الذي كان يعتمل في نفسه القدوسة حينما حمل كل هذه الخطايا في جسده؟ إن العبارة اليونانية في العهد الجديد والموحى بها بالروح القدس تقول "في جسده" أي أنه لم يكن مجرد شيء خارجي، بل كان شيئاً له التأثير العميق في كيانه الداخلي حيث نسمع صراخه في مزمور40: 12 "حاقت بي آثامي ... كثرت أكثر من شعر رأسي"، لقد كانت آثامنا نحن، لكنه حملها في جسده، مُتحداً نفسه بنا وبحالتنا الشريرة لكي يخلصنا. لقد جعله الله خطية ( 2كو 5: 21 ) كأنه كان أصل كل أعمالنا الشريرة والمنبع الذي تأتي منه كل الشرور. وتُرك هو نفسه ليُجعل خطية لأنه أحب كنيسته وأراد أن يسلم نفسه لأجلها. عندئذ وقعت عليه كل دينونة الله الرهيبة فصرخ "إلهي إلهي لماذا تركتني؟ بعيداً عن خلاصي؟" ( مز 22: 1 ). "غرقت في حمأة عميقة" ( مز 69: 2 )، فماذا يا تُرى كان يعني ذلك له؟ لقد عُلق هناك على الصليب، وأراد البشر أن يذهب إلى حيث أتى. فلا أحد يريده، وقد رفضته الأرض، ولم تكن السماء لتقبله حينئذ، فعُلق بين السماء والأرض. بينما اتحد البشر جميعاً في البغضة له، وكذلك كل قوات الظلمة، الشيطان وملائكته الذين هاجوا ضده. فبرهن الشيطان في تلك الساعة أنه رئيس هذا العالم. لقد اتحدت كل الخليقة ضد الرب يسوع، ليس البشر فقط، بل الجمادات أيضاً؛ فالخشب والحديد اللذان خلقهما، استُعملا لصلب صانعهما!! والسماء أُغلقت فوقه، وعُلق وحيداً بين السماء والآرض حاملاً دينونة خطايانا عندما جُعل خطية لأجلنا. |
|