البابا شنودة الثالث
المتضع يظهر اتضاعه أيضًا في أسلوب عبادته وصلواته.
فهو يدخل إلى الكنيسة في خشوع.
حسبما قال داود النبي "أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك. وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك" (مز7:5).
ويقف في مهابة تليق بالصلاة وبالوجود في حضرة الله.
كما قيل عن الشاروبيم والسارافيم إنَّهم وقوف قدامه: بجناحين يُغطون وجوههم، وبجناحين يُغطون أرجلهم (أش6).
يحفظ حواسه جيدًا، ولا ينشغل عن الصلاة بشيء.
ولا يُزاحم غيره في وقت التناول من الأسرار المقدسة.
بل يتقدم إليها كغير مستحق..
ولا يجلس في الوقت الذي ينبغي فيه الوقوف.
لذلك عند مباركة الطعام في مائدة بيته، لا يُصلي وهو جالس.. بل هو في كل مناسبة، يحتفظ بمهابة الصلاة.
كذلك يحتفظ المتواضع بخشوعه في فترة صومه. لأنَّها فترة تذلل أمام الله، والتذلل يليق به الاتضاع.
ولِنَتَذكَّر في هذه المناسبة ما قيل عن صوم أهل نينوى إنَّهم "نادوا بصوم، ولبسوا مسوحًا من كبيرهم إلى صغيرهم. وبلغ الأمر ملك نينوى.
فقام عن كرسيه، وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح. وجلس على الرماد" (يون6، 5:3).