|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم المجدلية عرفته فما تركته عرفته فما تركته، كان يسوع قد خاطبها قبلاً بقوله "يا امرأة.." لكنّها لم تعرفه. وأما الآن فقد ناداها باسمها قائلاً "يا مريم" فكان صوته كريشة عازف تداعب أوتار قلبها. فهبّت من مكانها وهرولت نحوه وارتمت عند قدميه وأمسكت بهما وهتفت قائلةً "ربوني" أي معلّمي (راجع يوحنا 20: 16) وهنا شعرت وكأن حملاً ثقيلاً قد أُزيل عن كاهلها إذا وجدت ضالتها المنشودة. فقال لها يسوع "لا تلمسيني" وهو يعني "لا تمسكيني" لأنّه أحسّ أنّ مريم تشبّثت بكلتا قدميه ولم ترد إفلاتهما وهو مزمع على الانطلاق إلى الآب. نعم هذا هو الشعور الذي يستولي على النفس التي تتعرّف بيسوع. فهي تعشق يسوع ولا تريد التخلّي أو الابتعاد عنه وشعارها "حبيبي لي وأنا له" هذا ما اختبرته عروس النشيد حين وجدت من تحبّه نفسها فأمسكته ولم ترخه. وهذه كانت أمنية مجنون كورة الجدريين، حين سأل الربّ أن يبقيه معه. إنّ طلبتي يا إلهي هي أن لا تسمح لأيّ شيء أن يفصلني عنك. بل كلما مرّت الأيام والأعوام أزداد إليكَ اقتراباً وفيك ذوباناً إلى أن يأتي الوقت الذي فيه أختفي أنا وتظهر أنت وحدك. وهكذا نصبح واحداً لا اثنين فيما بعد. آمين. |
|