|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اعتزال صموئيل شاول: طلب صموئيل تقديم أجاج ملك عماليق، وإذ عُرف صموئيل بلطفه ورقته، "ذهب إليه أجاج فرحًا، وقال أجاج: "حقًا قد زالت مرارة الموت" [22]. قال صموئيل: "كما أثكل سيفك النساء كذلك تُثكل أمك بين النساء" [23]. أجاج يمثل الخطية العنيفة التي قتلاها أقوياء، لذا كان قتله يشير إلى نزع كل خطية وفساد؛ كل تهاون معه يحمل رمزًا للتهاون مع الخطية نفسها. هذا ما أوضحته الدسقولية إذ طالبت الكاهن بأمرين: أ. عدم تجاهل الخطية أو التراخي مع الخاطئ، كما فعل شاول مع أجاج، وعالي مع ابنيه (1 صم 2). ب. عدم التدخل فيما لا يخصنا خاصة في الأمور الكهنوتية والمقدسات كما فعل عزة مع تابوت الرب (2 صم 6). خُتم السفر بالقول: "والرب ندم لأنه ملّك شاول على إسرائيل" [35]. هكذا ينسب الله "الندم" ليس لأن الله قد غيّر رأيه، وإنما يحدثنا باللغة التي نفهمها... حين عصى شاول سقط تحت العدل الإلهي فصار مرفوضًا، لذا حُرم من العطية التي سبق أن وهبه الله إيّاها. يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [غالبًا ما ينسب الكتاب المقدس لله عبارات تبدو مناسبة لنا (كي نفهمها) ]. التغيير يحدث من جانبنا، لا من جانب الله غير المتغيّر، فالله في حبه يريد أن الكل يخلصون، فإن أصرّ الإنسان على الشر وعدم التوبة يفقد وعد الله الذي يريد له خلاصه. هكذا يشتاق الله أن يهب شاول نجاحًا، لكن شاول في إصرار رفض حب الله وانتزع نفسه من دائرة الرحمة الإلهية بإصراره على العصيان ففقد الوعد الإلهي، وظهر كأن الله قد ندم على الوعد، إذ لا يحققه مع شاول قسرًا. |
|