|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَيَنْقَطِعُ اعْتِمَادُهُ، وَمُتَّكَلُهُ بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ! [14] إذ لا يعتمد المرائي على الله، فإن كل ما يرجوه بل حتى ما يناله يصير كبيت العنكبوت الذي ينسج مسراته وتعزيته بنسيج واهٍ. ورد هذا النص في كتابات البابا غريغوريوس (الكبير)"غباوته لا تشبعه..." * إنها غباوة لامتناهية أن يعمل الإنسان بمشقة ويركض لاهثًا وراء لحظة مديح، فيمارس الشخص الوصايا السماوية بجهدٍ جهيدٍ ويبتغي أجرة أرضية... "ومتكله بيت العنكبوت"... قد يحدث أن كلمات المرائين تدوم حتى نهاية الحياة الحاضرة ذاتها، ولكن إذ لا يطلبون مديح خالقهم، لا تحسب أعمالهم صالحة في عيني الله. البابا غريغوريوس (الكبير) لكن أنت تظن بأن بيته مصنوع من خشب وحجارة، مبني لأجله بالفضائل (مت 7: 24). إنك تتخيل خيمته مصنوعة من هذه الأرض، ولهذا السبب تظن أنها ستهلك كنسيج عنكبوت، مع أن مسكنه فعلًا في السماوات، ككلمات بولس: "لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماوات بناء من الله، بيت غير مصنوع بيدٍ، أبديٌ؛ فإننا في هذه أيضًا نئن مشتاقين إلى أن نلبس فوقها مسكنًا الذي من السماء" (2 كو 5: 1-2). لهذا السبب أيوب أيضًا يئن، لكنك تنظر (يا بلدد) إلى هذه المراثي بكونها جبنًا وتجديفًا. إنه "يدعم بيته"، لا بأمورٍ منظورة، بل بما هو غير منظور. لهذا ينطق الكتاب المقدس بعبارات الحكمة: "الحكمة بنت بيتها لنفسها، شيدت أعمدتها السبعة" (أم 9: 1)... أخذ أيوب هذا بصبر، ولم يجحد ثقته في علاقته بالله، بل على العكس احتمل العدو بشجاعة، وصد هجماته الباطلة، حتى يستطيع أن يكون له وجه باسل ضد كل النزاعات في الهجمات الجديدة. الأب هيسيخيوس الأورشليمي إن كان الرياء لا ينفضح أحيانًا، لكن إلى حين، إذ لا يدوم كثيرًا، بل ينكشف كل شيء، فيجلب على صاحبه وبالًا، وهكذا يكون أشبه بامرأة قبيحة المنظر تُنزَع عنها زينتها الخارجيَّة التي وُضعت لها بطرق صناعيَّة. * الرياء غريب عن سمات القدِّيسين، إذ يستحيل أن يفلت شيء مما نفعله أو نقوله من عيني اللاهوت، إذ "ليس مكتوم لن يُستعلن، ولا خفي لن يُعرف". كل كلماتنا وأعمالنا ستُعلن في يوم الدين. لذلك فالرياء مُتعب وبلا منفعة. يليق بنا أن نتزكَّى كعباد حقيقيِّين نخدم الله بملامح صريحة وواضحة. القديس كيرلس الكبير القديس يوحنا الذهبي الفم |
|