|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِيُمْحَوْا مِنْ سِفْرِ الأَحْيَاء،ِ وَمَعَ الصِّدِّيقِينَ لاَ يُكْتَبُوا [28]. "سفر الحياة": أشار إليه موسى النبي بكونه رمزًا، كأن الله يسجل أسماء الصديقين الذين يتمتعون بالحياة الأبدية. عندما أخطأ الشعب خطية عظيمة وبخهم، وصعد إلى الرب ليكفر عن خطيتهم، حيث صنعوا لأنفسهم آلهة من ذهب؛ وفي نفس الوقت شفع فيهم، قائلًا للرب: "والآن إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت" (خر 32: 32). يرى البعض[111] إن فكرة هذا الكتاب مصدرها الآتي: أ. ربما ما اعتاد عليه قادة الجيوش من حذف اسم الجندي الذي يهجر الجندية أو يموت من سجل الجندية. ب. وجود سجلات دقيقة لبعض المدن يُسجَّل فيها أسماء المواطنين، كحصر لهم. يحذف من هذه السجلات أسماء المرتدين عن الإيمان، والفارين والمجرمين وأيضًا الأموات. ج. ربما جاءت من فكرة قيام بعض الممالك والإمبراطوريات بعمل اكتتاب من حين إلى آخر لكل الدول التابعة لها (لو 2: 1). الله بسابق علمه يعرف الصديقين فيختارهم ويمجدهم. فمحو اسم الشرير من سفر الحياة، إنما صورة رمزية لدور الشرير نفسه في حرمانه من المجد الأبدي. عندما قاوم اليهود الرسولين بولس وسيلا، قال الرسولان: "كان يجب أن تُكلَموا أنتم أولًا بكلمة الله، ولكن إذ دفعتموها عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية، هوذا نتوجه إلى الأمم" (أع 13: 46). يقول الرسول بولس: "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم، ليكونوا مشابهين صورة ابنه... والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضًا. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضًا. والذين بررهم، فهؤلاء مجدهم أيضًا" (رو 8: 29-30). * الذين لا يلتصقون بالمسيح لا يرتفعون إلى السماويات، وبالتالي فإن هؤلاء الذين موتهم شرير للغاية لا يقومون معه كما هو مكتوب: "موت الخطاة شر للغاية". أما الإنسان الذي يموت مع المسيح ويُدفن معه، لا يجد فقط راحة، بل وقيامة . القديس أمبروسيوس * بينما كان لا يزال يصلِّي ظهر له ملاك الرب مُرعِب للغاية، وقد أمسك بيده سيفًا ناريًا استله. قال لأبينا باخوميوس: "كما أن الله محا اسمه من سفر الحياة (خر 32: 32-33؛ مز 69: 28) هكذا فلتسحبه من وسط الإخوة، فإنهم ليسو جاهلين. فإنه بالحقيقة حتى بالنسبة للجاهلين فان النجاسات التي من هذا النوع تظهر كرجاسات أمام الرب". سيرة القديس باخوميوس ربما يتساءل أحد إن كان بيلاطس بنطس الوالي قال: "ما كتبت قد كتبت" (يو 19: 22)، فكيف يمحو الله اسم شخص سجله في كتاب الحياة؟ ألا يعلم الله مسبقًا إن كان سيتمتع بالحياة الأبدية أم لا؟ للإجابة على ذلك فإن المرتل يُحدِّث أناسًا أشرار يَحسبون أنفسهم أبرارًا، فهم يظنون أنهم ببرهم قد سجلوا أسماءهم في سفر الحياة مع طغمة الصديقين. يؤكد لهم المرتل أنهم وإن ظنوا هذا فإن الله يمحو أسماءهم من سجل الصديقين. هذا ومن جانب آخر، فإن الله في محبته للبشرية كثيرًا ما يحدثهم بلغتهم البشرية حسب مفاهيمهم. فبقوله يمحو أسماءهم لا يعني المفهوم الحرفي، لأنه لا يوجد كتاب بالمفهوم المادي. |
|