|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَحَبَّةُ الْمَالِ "مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" ( 1تيموثاوس 6: 10 ) في الأصحاح الأخير من رسالته الأولى إلى تيموثاوس، يكشف لنا الرسول بولس عن فريقين من الأغنياء: فريق ليس غنيًا، ولكنه يُريد أن يكون غنيًا. والفريق الآخر غنيٌّ فعلاً. وهو يُحذِّر الفريق الأول، إذ يُبيِّن لهم أن السعي وراء الغنى يقود إلى التجربة، وهو فخ. كما يقود إلى شهوات غبية ومُضرة تُغرِق الناس، الذين لا يعرفون الله، في الْعَطَبِ والهلاك. ومسلك كهذا غير جدير بأولئك الذين هم في اتحاد مع المسيح، ومُباركون بكل بركة روحية في السماويات. إن المال ليس في ذاته شرًا، بل إن محبة المال هي الأصل الذي يصدر عنه كل شر. وقد لاحظ الرسول بعضًا من الناس، الذين بسبب ما فيهم من طمع، ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. والذي يريد أن يكون إنسانًا لله عليه أن يهرب من هذه، ويتْبَع "الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ" (ع11). فإذا كان كل الكفاح الأرضي لا يدع مجالاً لغرس هذه المحاسن الإلهية، فإن كل ما يُحصِّله المسيحي ليس ربحًا بل خسارة! أما فريق الأغنياء، فإن الرسول بولس يُوصيهم بحكمة. ولاحظ دقة العبارة "الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ" (ع17)؛ أي في زمن رفض المسيح! فالانغماس في مشهد ليس للمسيح فيه أين يُسنِد رأسه؛ مشهد يُنكر عليه كل حقوقه، أمر لا يليق مُطلقًا بأولئك الذين يعترفون به مُخلِّصًا لهم وربًّا. وهنا تُدوي في آذاننا وقلوبنا كلمات أليشع لجيحزي الشرير: "أَهُوَ وَقْتٌ لأَخْذِ الْفِضَّةِ وَلأَخْذِ ثِيَابٍ وَزَيْتُونٍ وَكُرُومٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟" ( 2مل 5: 26 ). والرسول بولس يُذكِّر المؤمنين الأغنياء بأن الغِنى غير يقيني، وأن ثقتهم ينبغي أن تكون في "اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ" (ع17). وهذه العبارة الأخيرة تؤكد لنا أن الله يُريدنا - نحن خاصته - أن نتمتع بدرجة كبيرة بسخائه وعطاياه. |
|