|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحييز الله على أن البعض لجأ إلى هذا المنطق الغريب الذي لا يقل فسادًا عن سابقيه، ألا وهو اعتبار أن الله يمكن أن يحيَّز (يحدَّد أو يحجَّم) بمكان أو بزمان. لام الله على شعبه يومًا بالقول «أَلَعَلِّي إِلهٌ مِنْ قَرِيبٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَلَسْتُ إِلهًا مِنْ بَعِيدٍ؟» وفي جهل قال بعضهم عن الإله الحي إنه «آلِهَةُ جِبَال» (1مل 20: 23). حتى يونان نبيه يومًا «قَامَ ... لِيَهْرُبَ ... مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ ... لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ»، وإمعانًا في الاختباء نزل إلى بطن السفينة. كيف يا يونان وأنت عالم أنه «إِلهِ السَّمَاءِ الَّذِي صَنَعَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ»؟ (يون 1). يرد الله على هذ بالقول: «إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟» (إر 23: 23، 24). ويتجاوب من فهم الأمور على حقيقتها قائلاً «مِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ... فِي الْهَاوِيَةِ... فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ... الظُّلْمَةُ» (مز 139: 7-11)، ومن عرف ذلك يهرب إلى الله، لا منه. |
|