أنَّ الايمان بالمسيح هو شرط لا بدَّ منه لكل شفاء ومعجزة. والإيمان حسب نصوص معجزات يسوع هو "لمس يسوع المسيح"، ولمسه يعني ملاقاته، الوثوق به التعرّف اليه شخصيّاً. وأكد يسوع ان الايمان شفاها، والايمان الحي يقتضي عملا، والايمان الذي لا يتحوَّل الى عمل، ليس إيمانا. فالإيمان ليس خبرة ذاتية، بل علاقة شخصية مع يسوع. هو اختبار روحي يبدأ بمغامرة روحية ومُؤسِّسُه ومنفِّذُه هو الله نفسه. وبعبارة اخرى لمسة المرأة المنزوفة هي لمسة إيمان شخصي ناجم عن شعور عميق بالحاجة والاقتناع بقوة يسوع الشافية. ايمان لا يعرف الخوف ولا التعب ولا يضع شرطا ولا يتخذ حُجَجاً. وعليه فان هذه اللمسة تختلف عن لمس الجمع الذين كانوا يزحمون يسوع (مرقس 5: 31). فإيمان هذه المريضة هو الذي ميَّزها عن الكثيرين غيرها، الذين كانوا مثلها يطلبون الشفاء. ومجرد لمس هُدْب ثوب المسيح مقروناً بالإِيمان، كان باب الخلاص لها، وقد قال الكتاب: "فالإِيمانُ بِالقَلبِ يُؤَدِّي إِلى البِرّ، والشَّهادةُ بِالفمِ تُؤَدِّي إِلى الخَلاص" (رومة 10:10). بينما معاشرة يهوذا الإِسخريوطي للمسيح ومساكنته ثلاث سنين دون إيمان لم تأت بهذه النتيجة، بل زادته دينونة.