|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمارس المسيح وظيفة نبي ؟ يمارس المسيح وظيفته النبوية : 1 – في أنه كلمة الله الأزلي ومصدر كل معرفة للخلائق العاقلة ولا سيما بني البشر وفيه جميع كنوز الحكمة والعلم منه يصدر كل ما ينال البشر من النور. 2 – في مجيئه إلي هذه الأرض معلماً وممارسته وظيفته النبوية بتعاليمه للبشر بواسطة الأحاديث والأمثال وتفسير الناموس والأنبياء وإعلانه إرادة الله وماهية ملكوته وغاية عمله ونزيد علي ذلك إلهامه الأنبياء والرسل بواسطة الروح في العهد القديم والجديد. 3 – في أنه لم يزل منذ صعوده إلي الآن يمارس هذه الوظيفة عينها بإلهامه الرسل الأطهار ورسم خدمة التبشير بالديانة الحقيقية وبإرسال الروح القدس. وهكذا مارس المسيح قبل مجيئه في الجسد وبعده وظيفة نبي بإعلانه لنا مشيئة الله بواسطة كلمته وروحه. ويتضح من الكتاب المقدس أن المسيح تمم وظيفته النبوية لغايتين الأولي إصلاح أحوال اليهود الروحية والثانية إعلان الحق للعالم أي للأمم أجمع فقيل من جهة الغاية الأولي لم أرسل إلا إلي خراف بيت إسرائيل الضالة (مت 15 : 24) وبهذا المعني كان نبياً بين أنبياء العهد القديم وخاتم السلسلة النبوية. وقال بولس أن يسوع المسيح قد صار خادم الختان من أجل صدق الله حتي يثبت مواعيد الآباء (رو 15 : 8) وهو كان ذلك النبي الذي قيل أنه مثل موسى وأن الله يقيمه من اليهود (أع 7 : 37) وكان مشترعاً مثل موسى ولكن أعظم منه وأثبت الشريعة القديمة بإكرامه إياها وإتمامه مطاليبها غير أنه بذلك أبطلها وأتي بشريعة جديدة تحيط بغايات الشريعة القديمة الروحية وهي الإنجيل المقدس وأبان مطاليب الإنجيل في وعظه علي الجبل كما كتب في (مت ص 5 – 7). وكان ينطق بنبوات شتى بمستقبل ملكوته غير أن اليهود رفضوا تعاليمه كما رفضوا شخصه ولم يؤمن برسوليته إلا قسم منهم. أما من جهة الغاية الثانية أي إعلان الحق للأمم فتمت بإظهاره أنه الطريق والحق والحياة للعالم أجمع وهو لا يزال مصدر كل نور للبشر يعلن مشيئة الله ويفسرها كما قال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني (يو 17 : 16) وأيضاً أتكلم بهذا كما علمني أبي (يو 8 : 28). وأثبت تعاليمه بالعجائب وكان هو نفسه أعظم العجائب وكان دائماً يعلم بسلطان وتعليمه كما ورد في الإنجيل هو الإعلان الأخير للعالم فانتهت الوظيفة النبوية فيه وأما الرسل الذين جاءوا بعده فكانوا ملهمين لأجل إيضاح الإعلان الذي أتي هو به. وكان المسيح نبياً بتعليمه وبمثاله وبذلك علم البشر فعلاً كيف يعيشون وبأي روح ينبغي أن يخدموا الله ويعاملوا البشر فكان بذلك نوراً للعالم وأعظم الأنبياء وكان علينا أن نسمع أقواله ونطيع أوامره. |
|