|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أما الملكة فلسبب كلام الملك وعظمائه دخلت بيت الوليمة، فأجابت الملكة وقالت: أيُّها الملك عش إلى الأبد. لا تفزعك أفكارك ولا تتغير هيئتك. يوجد في مملكتك رجل فيه روح الآلهة القدوسين، وفي أيام أبيك وُجدت فيه نيرةُ وفطنة وحكمة كحكمة الآلهة، والملك نبوخذنصَّر أبوك جعله كبير المجوس والسحرة والكلدانيين والمنجمين" [10-11]. واضح أن الملكة قد عاصرت أحداث نبوخذنصَّر جد بيلشاصر، غالبًا ما تكون زوجته، أي جدة بيلشاصر، وليست زوجته، لأن الأخيرة كانت مع الملك في الوليمة. أما الجدة ففي حكمة ووقار لم تشترك في الوليمة، إذ كان حضور النساء مع الرجال في الولائم يُخالف العادات الشرقية في ذلك الحين. غير أن مخاطبة الملكة للملك يشهد لدقة السفر، ففي بابل كان للملكة الأم منزلة عُليا في البيت الملكي . لقد ذكَّرت الملك بدانيال، الذي غالبًا ما كان على المعاش أو مستبعدًا، لكن لا يمكننا الجزم بأن بيلشاصر لم يسمع عنه، فقد كان كثيرون ينظرون إليه كملاكٍ نازلٍ من السماء. لقد كان الملك غارقًا في ملذاته التي جعلته يتجاهل أو لا ينشغل برجل الله، ويقاوم الله نفسه. عاتبته الملكة بروح هادئ، وكأنها تقول له: "لماذا تسلك في الظلمة وقد وهبك الله رجلًا يحمل مشعل النور الفائق؟!" |
|