|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَعْمَالُ يَدَيْهِ أَمَانَةٌ وَحَقٌّ. كُلُّ وَصَايَاهُ أَمِينَةٌ [7]. الله لا يخطئ في خطته. وصاياه أمينة ومطمئنة، تكشف لنا عن إرادته المقدسة، وتقود كل أفكارنا ونياتنا وكلماتنا وتصرفاتنا. إنه لن يأمر بأمور متضاربة أو غير هادفة، بل هي مستقيمة تمامًا وكاملة. يُعَلِّق القديس يوحنا الذهبي الفم على القول: "كل وصاياه أمينة"، قائلًا بأن البعض يظن أن وصاياه تحمل كلمات مجردة سواء من جهة المكافأة في الحياة العتيدة أو العقوبة. فإن ما حدث في الماضي في أيام نوح مثل الطوفان وأيضًا حرق سدوم وغرق فرعون يؤكد أن وصاياه أمينة وليست مُجَرَّد تهديدات. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن وصايا الله أمينة، هذه التي قدَّمها خلال الناموس الطبيعي (رو 2: 14) الذي يقول عنه الرسول بولس: "فإني أُسرُّ بناموس الله بحسب الإنسان الباطن" (رو 7: 22)، وأيضًا الناموس المكتوب، والذي بدوره الناموس القديم والذي أكمله في العهد الجديد. هذا بالإضافة إلى ناموس القوانين الطبيعية التي تحكم الخليقة كلها. * كل ما يريد الله أن يبقى، كما ترون، سيبقى ولا يفشل، وليس من يقدر أن يُحرِّك (بدون سماح الله). * تبقى نواميس الله أكثر بهاءً من الشمس، موجَّهة لنفع الذين من أجلهم وُضعتْ، تقودهم نحو الفضيلة ولأجل صالحهم، وليس نحو الأمور الباطلة، أقصد الثروات وحب السلطة. فهذه الأشياء باطلة، أما أمور الله فحق هي. إنه يعلمهم لا أن يكونوا أغنياء، ولا أن ينجحوا في المشاريع، بل كيف يبلغون إلى التمتع بالأمور العتيدة. هذه النواميس لديها كل ما يخص ما هو حق ومستقيم، ولا تضم شيئًا مشوهًا. * بعد أن أشار إلى قوته يشير أيضًا إلى حكمه البار. في الحقيقة لا يعلن فقط عن سلطانه فيما يفعل، وإنما عن برِّه أيضًا... إنه يعالج كل الأمور ببرٍّ ورأفةٍ... كل شيء يفعله يحمل السمتين معًا. لو أنه فعل البرّ (العدل) وحده لضاع كل شيء [لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر قدامك حي" (مز 143: 2)]، ومن الجانب الآخر لو أنه استخدم الحنو فقط لصار غالبية الناس غير مبالين. لهذا فإنه يستخدم طريقيْن مختلفيْن لتحقيق خلاص البشرية، وذلك لأجل إصلاحهم. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|