|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في عرس قانا الجليل آخر كلمات سُجِّل أن أم يسوع نطقت بها، في الكتاب المقدس، هي: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»، بعد أن حدثت المعجزة، قال الرب للخدام: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ. فَقَدَّمُوا»، على خدام المسيح أن يُحضروا الأفراح الإلهية لقلوب الآخرين عن طريق كلمة الله. «فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا» (يوحنا2: 9). رئيس المتكإ هو الشخص المسؤول عن الإشراف على إعداد سُفر الطعام والخمر، وما أن ذاق ما قُدِّم له من الخمر حتى تحقَّق أن شيئًا غير معتادٍ قد حدث. علم الخدام ما لم يعلمه رئيس المتكإ، وهو أن الماء قد تحوَّل إلى خمر، وذلك لأنهم كانوا قريبين من الرب، والذين يكونون قريبين من الرب لا بد أن يعرفوا أفكاره (مزمور25: 14). «دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ وَقَالَ لَهُ: كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!» (يوحنا2: 9، 10). نجد هنا فرقًا بين طرق الإنسان وطرق الله، مبدأ العالم أنه يقدِّم الشيء الحسن أولاً وبعد ذلك الرديء، يجذب الشباب إلى الخطية وملذاتها، ثم يقدِّم الرديء والمدمِّر لهم، فتضيع حياتهم الزمنية في الباطل ثم يهلكوا أبديًا، لكن الله يعمل العكس إذ يضع المؤمن في البرية أولاً حيت الأتعاب والآلام، ثم بعد ذلك الأمجاد في بيت الآب. |
|