منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 02 - 2024, 11:02 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 363,717

تعرف بالوديع الغاضب

عرفنا المسيح بوداعته وهدوئه الذي كان يظهر في مواقف عديدة سجلتها لنا الأناجيل
. تماماً كما قيل عنه في نبوّة إشعياء في القديم:
"لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَه"، نسمعه يقول للمرأة الخاطئة:"
وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا". لكننا في مدينة أورشليم
نتعرّف على جانب آخر من شخصيّة المسيح. فهذا الوديع الهادئ نجده غاضباً يصنع سوطاً (كرباجاً)
من الحبال، ويطرد بائعي البقر والغنم والحمام والصيارفة الذين يبيعون
ويشترون في الهيكل وهو يقول: "لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة".

نعم غضب المسيح، وهو جانب من شخصيته كثيراً ما يتجاهله الناس.
يتحدثون عن المسيح الرقيق العطوف دون أن يذكرو صرامته وغضبه
. إن صورة المسيح تحتوي على مزيج فريد من الرقّة والصرامة،
من العطف والحزم، من الصبر والغضب المقدس. إن الذي امتلأ حناناً وغفراناً نحو المرأة الخاطئة،
هو ذاته الذي نطق بالويلات على جماعة الفريسيين،
هو ذاته الذي كتب البشير مرقس عنه بإنه نظر إلى المشتكين عليه بغضب حزيناً
على غلاظة قلوبهم. فلماذا غضب الوديع؟

إن أشد ما يثير غضب المسيح هو فساد المؤسسات الدينية والاجتماعية
واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، خاصة إذا كان هذا الاستغلال يرتكب باسم الدين
وباسم المبادئ السامية. فالناس كانوا يجدون أنفسهم مضطرين أن يدفعوا أثماناً باهظة
للذبائح المعروضة في الهيكل. كما كان يُستغلّون عند تغيير عملاتهم عند الصيارفة صاغرين مكرهين.
ثم أن عبادة الله في الهيكل انحرفت عن اتجاهها الصحيح.
فبدلاً من أن تكون العبادة هي اقتراب خاشع متضع من الإله القدير
الذي لا حدود لعلمه وحكمته وجودته ومحبته، والوقوف أمام نوره الذي يخترق أعماق الإنسان
فيخرّ الإنسان ساجداً إجلالاً له؛ سمع المسيح صوت شجار الباعة مع المشترين،
وأصوات المساومات، وأصوات البهائم ورنين العملات،

حيث ضاعت أصوات الترانيم والصلوات، وأصبحت العبادة ظاهرية لا تمس القلب
..حزن يسوع، ثم غضب، ثم صنع سوطاً وصرخ في وجوههم :
"لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة، بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الأمم،
وأنتم جعلتموه مغارة لصوص". فكم من الناس اليوم يتاجرون بصورة أو بأخرى في شكل العبادة
، أصبحت مراسيم شكلية دون عمق، وانفعالات سطحية دون طاعة حقيقية،
وهم في حاجة أن يشعروا بسياط المسيح تطردهم وتقول لهم: "لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة..
اعبدوا الرب بالحق واقتربوا إليه بخشوع".
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هدوء الغاضب مقلق
نعمان الغاضب
القط الغاضب
كيف نتحدث مع طفلنا الغاضب
السلام الغاضب ام القاتل...


الساعة الآن 10:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024