|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَتَطْمَئِنّ،ُ لأَنَّهُ يُوجَدُ رَجَاءٌ. تَتَجَسَّسُ حَوْلَكَ، وَتَضْطَجِعُ آمِنًا [18]. تعزيات الله تنزع من النفس القلق وتهبه طمأنينة وسلامًا حيث تنفتح أمامه أبواب الرجاء عوض اليأس. إنه يحفر (يتحسس) حوله كما يفعل الجنود، حيث يحفرون الخنادق، ويضطجعون فيها في آمان، لأنه تحت ظل جناحي الله يستريحون، وفيه يتمتعون بكل احتياجاتهم. * يرفع الرجاء ذاته بأكثر ثبات في الله بالنسبة للأمور الصعبة التي يعاني منها الإنسان من أجل الله. لا يمكن جمع الفرح بالمكافأة في الأبدية ما لم يزرع هنا أولًا في حزن تقوي. يقول المرتل: "الذاهب ذهابًا بالبكاء، حاملًا مِبذَر الزرع، مجيئًا يجيء بالترنم حاملًا حزمه" (مز 126: 6). هكذا يقول بولس: "إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضًا معه، إن كنا نتألم فسنملك أيضًا معه" (2 تي 2: 11-12). كذلك يحذر تلاميذه، قائلًا: "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع 14: 22). البابا غريغوريوس (الكبير) * كم أنا بائس؟! إلهي... متى تفارقني هذه الطبيعة الفاسدة، وتعمل قوّتك الكاملة في؟! إلهي... لذيذة هي الوحدة والسكون والحق والنقاوة، هذه كلّها التي هي لك! أمّا أنا فألهو بالضوضاء والصخب والباطل والرذيلة! أعود فماذا أقول بعد؟! أنت هو الخير الحقيقي، رحوم، قدُّوس، عادل... أمّا أنا فشرّير، محب لذاتي، خاطئ، ظالم...! أنت النور، أمّا أنا فظلمة! أنت الحياة، أمّا أنا فموت! أنت الطبيب، أمّا أنا فمريض! أنت الفرح، أمّا أنا فحزن! أنت الحق الصادق، أمّا أنا فبطلان حقيقي، مثلي مثل أي إنسان على الأرض! بأية لغة تريدني أن أحدّثك يا خالقي؟! أتوسّل إليك أن تتفضّل فتُصغي إليّ. إنَّني من صنع يديك، وهلاكي أمر مخيف! إنّي جُبلتك، وها أنا أموت! إنّي من صُنْع يديك، وها أنا اَنحدر نحو العدم! إن كان لي وجود، فأنت مُوجدي، "يداك صنعتاني وأنشأتاني" (مز 119: 73). يداك اللتان سُمِّرتا على الصليب، فَلْيُعطياني السلام؛ لأنَّه هل تحتقر عمل يديك؟! أه! أتطلّع إلى جراحاتك العميقة، فقد نقشتَ اسمي في يديك! ِاقرأْ اسمي وخلّصني! إن نفسي التي تتأوه قدّامك، هي من عمل يديك. اخلق منّي خليقة جديدة؛ فهذا هو عملك. لذا فهي لا تكف عن الصراخ إليك قائلة: "يا أيّها الحياة، أَحْيني من جديد!" أنَّها من جبلة يديك، تلتف حولك متوسّلة إليك أن ترد إليها جمالها الأول! اغفر لي يا إلهي، ما دمتَ قد سمحتَ لي بالحديث معك. لأنَّه من هو الإنسان حتى يتكلّم مع الرب خالقه؟! نعم. سامحني! سامح تجاسري! سامح عبدك الذي تجاسر ليرفع صوته أمام سيده! إن الضرورة لا تعرف قانونًا! فالألم يدفعني إلى الحديث معك! والكارثة التي َحَلَّت بي تجعلني اَستدعي الطبيب لأنّي مريض! إنَّني أطلب النور لأنّي أعمى! أبحث عن الحياة لأنّي ميّت! ومن هو هذا الطبيب والنور والحياة إلاَّ أنت؟! يا يسوع الناصري ارحمني! القديس أغسطينوس |
|