|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع بعدما تألمتم يسيراً، هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكّنكم ( 1بط 5: 10 ) هذه الآية العظيمة مشغولة بالماضي والحاضر والمستقبل. ففي الماضي لنا الله في كمال نعمته، تلك النعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية. وفي المستقبل يلمع أمام أعيننا مجد الله الذي نحن مدعوون إليه. وبين الدعوة، وإتمامها في المستقبل، لنا الله بكل كفايته على طول الطريق رغم كل ما فيه من الآلام والمتاعب. أولاً: نعمة الله الغنية: لقد خَلَّصنا الله بالنعمة، كما ولنا فيه كل نعمة تلزمنا في الطريق. وعندما نتذكر أن الله هو «إله كل نعمة»، فكم تستريح نفوسنا وتتقوى أرواحنا. لن نسقط إذاً في الطريق لأن النعمة تعضدنا وتحمينا من السقوط. فالنعمة ليست فقط طريق الله لخلاص الخاطئ، بل هي أيضاً وسيلته لحفظ المؤمن ولتقوية الخادم. ولا توجد للمؤمن أية حاجة لا تملؤها نعمة الله الغنية، وذلك في كل ظروف حياته المتنوعة. ثانياً: الرحلة بوجهيها: وأقصد بذلك الآلام التي لنا في الطريق، وكذلك المشجعات والمعونات الحاضرة ونحن في السياحة. فمَنْ فينا ينكر أن الطريق مليء بالآلام. أليس الوادي الذي نعبره هو وادي البكاء؟ هل كانت رحلة بني إسرائيل في البرية رحلة سهلة؟ ألم يَقُل الرب عنها إنه فيها أذل شعبه وجرّبه (تث8)؟ نعم، وهكذا أيضاً قال المسيح «في العالم سيكون لكم ضيق». أخي العزيز .. هل هناك ضيقات تجتاز فيها نفسك؟ تشجع فالكتاب يؤكد أن الضيقة خفيفة ووقتية بالمقابلة مع ثقل المجد الذي ينتظرنا هناك ( رو 8: 18 ) وأن «آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» (رو8: 18). ثم إن الرب سيُخرج لنا من الآلام خيراً «وإله كل نعمة ... بعدما تألمتم يسيراً هو يكملكم ويثبّتكم ويقويكم ويمكّنكم» نعم بعد أن نتألم ـ وليس قبل ذلك ـ سنتمتع برباعية بركات الله الرائعة: الكمال، والثبات، والقوة، والتمكين. ثالثاً: المجد الأبدي في النهاية: ما أعظم هذا الأمر، فالله لم يَدعُنا إلى المجد الأبدي فحسب، بل إلى مجده الأبدي، ذات مجد الله العظيم نفسه، ذلك المجد الذي أمامه تتضاءل كل تجارب الطريق وكل صعوبات الحياة «فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» ( رو 8: 18 ). |
|