|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
[ وأنا اطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم ] (يوحنا 14: 16 - 17)
فلو كان الروح القدس مخلوقاً، لما كان لنا اشتراك في الله بواستطه. فإن كنا قد اتحدنا بمخلوق فإننا نكون غرباء عن الطبيعة الإلهية حيث أننا لم نشترك فيها. أمّا الآن فلكوننا نُدعى شركاء المسيح وشركاء الله، فهذا يوضَّح أن المسحة والختم الذي فينا، ليس من طبيعة المخلوقات بل من طبيعة الابن، الذي يوحّدنا بالآب بواسطة الروح الذي فيه, هذا ما علمنا إياه يوحنا - كما قيل سابقاً - عندما كتب : " بهذا نعرف أننا نثبت في الله وهو فينا أنه قد أعطانا من روحه " ( 1يو 4: 13 ) . ولكن إن كنا بالاشتراك في الروح نصير " شركاء الطبيعة الإلهية " ( 2بط 1: 4 )، فإنه يكون من الجنون أن نقول إن الروح ( القدس ) من طبيعة المخلوقات وليس من طبيعة الله. وعلى هذا الأساس فإن الذين هم فيه، يتألهون. وأن كان هو يؤلّه البشر، فلا ينبغي أن يُشَّك في أن طبيعته هي طبيعة إلهية ]
وحينما يكون الروح ( القدس ) فينا، فالكلمة الذي يعطي الروح يكون ايضاً فينا، والآب موجود في الكلمة, وهكذا يكون كما قال: " سنأتي أنا والآب ونصنع عنده منزلاً " ( يو14: 23 ). لأنه حيث يكون النور فهناك الشعاع أيضاً. وحيث يكون الشعاع فهناك أيضاً فاعليته ونعمته المضيئة . وهذا هو ما علَّم به الرسول أيضاً حينما كتب إلى الكورنثوسيين في الرسالة الثانية قائلاً: " نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم " ( 2كو 13: 13 ). لأن هذه النعمة والهبة تُعطى في الثالوث من الآب والابن في الروح القدس، وكما أن النعمة المعطاه هي من الآب والابن، هكذا فإنه لا يكون لنا شركة في العطية إلا في الروح القدس. لأننا حينما نشترك فيه تكون لنا محبة الآب ونعمة وشركة الروح نفسه ] ترجمت هذه الرسالة من اللغة اليونانية من مجموعة ميني m.g مجلد 26 ، والمنشورة أيضاً باليونانية القديمة والحديثة في سلسلة " آباء الكنيسة اليونانية " منشورات غيرغوريوس بالاماس - تسلونيكي - اليونان - أعمال القديس اثناسيوس مجلد 4 سنة 1975. وقد ترجمها وقارن بين الترجمات وأعد المقدمة والملاحظات الدكتور موريس تاوضروس - والدكتور نصحي عبد الشهيد ، والناشر مؤسسة القديس أنطونيوس - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ( نصوص آبائية 95 ) |
04 - 06 - 2012, 08:12 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الإصلاح الذي يقوم به الأب، والذي لا يترك العصا، هو مفيد |
إنه ليس البطريرك (الأب) داود الذي يقوم ويحكم القديسين |
هكذا يقول الآب للأبن |
اللة لا يسر بالتكسير انما يقوم بالتشكيل |
صفرونيوس الأسقف |