|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظلّت هذه الكلمة تتردّد في ذهني فترةً طويلة ولم أكن أعرف لماذا . . . إلى أن جاء يوم عرفت أنني أنظر للخدمة بمنظار التطوّع وعدم الالتزام؛ واكتشفت ذلك لأنني وجدت نفسي أكرّر أكثر من مرة في حديثي- إذا طلبت في خدمة معينة: "لا، أنا غير قادرة على هذه الخدمة". أو " أنا غير كفء لها".. إلى أن طُلب مني في ذات يوم أن أدرّب مجموعة من الفتيات، كيف يصبحن خادمات في مدارس الأحد؟؟؟ وهنا قبل أن أبدأ بقول أنا لا أعرف، أو لست أهلاً لهذه الخدمة، تبادر إلى ذهني صورة شاول وكيف أعدّه الرب ليصبح بولس فيلسوف المسيحية، والمبشّر العظيم. فتردّدت قليلاً ثم قلت: حاضر، ويقول معها قلبي: "ها أنا ذا يا ربي استخدمني كما تشاء". وعندما عدت إلى البيت قلت لنفسي ( في جلسة خلوة) إنني عندما رغبت أن أصبح طبيبة ذاكرت وتقدّمت إلى كلية الطب حتى اجتزت سنواتها الخمس، وفي نهايتها كنت قد بدأت أعرف مفاتيح علوم الطب. وأقول المفاتيح لأن الطبيب لابد أن يظل يقرأ ويبحث طول عمره، حتى يواكب أحدث أبحاث الطب، ليكون أميناً في معالجة مرضاه. . . فكم بيّ خادم الرب! لهذا قلت إن الخدمة وإن بدت في مظهرها الخارجي عملاً تطوعياً، لكنها التزام أهم وأكبر من العمل. وليس لأن عائدها غير مادي، فلا ثواب ولا عقاب فيها.. لكن مسئوليتها أكبر وأخطر من العمل المادي؛ لأن الخطأ فيها يساوي هلاك نفس تخدمها. ومن هنا بدأت أخطّط كيف أستطيع أن أدرّب هذه المجموعة من الفتيات المنوط بي تدريبهن: فقلت: ماذا تحتاج الفتاة لتصبح خادمة جيدة في مدارس الأحد؟ 1- معرفة طبيعة السن الذي تخدمه. إذاً فهي تحتاج لمعلومات تربوية في مجال الطفولة. 2- معرفة الكتاب المقدس. 3- معرفة كيف يستقبل الطفل المعلومة، وكيف نقدّمها له. إن الخادمة التي تعمل في مجال مدارس الأحد، لابد أنها تحتاج لمعلومات عن طريق التعليم. وكبدايةٍ قلت إن هذه هي القاعدة الأساسية في بنيان الخادمة، ثم لابد لها من الاستزادة فيما بعد.. لهذا بدأت أبحث عن متخصصين في هذه المجالات، وعن كتب ومراجع مفيدة. وبدأت أقرأ وأيضاً أخطّط لدورات تدريبية متكاملة مع المتخصصين، أحرص على حضورها مع الفتيات. وعند الانتهاء من هذه الدورات كنت أشعر أنني آخذ شهادة تخرّج مع الفتيات. وتطورت هذه الدورات حتى أصبحت إلزامية في كل عام لابد أن تجتازها من تريد أن تُسهم في حقل مدارس الأحد. وصدقوني أنني إلى يومنا هذا، وبعد حوالي عشرين عاماً من بداية هذه الدورات، مازالت تجذبني جداً كتب التربية والتدريب، في أي مكان به كتب، حتى المكتبات العامة. لا أسرد هذه القصة لغرض أن أوّضح أهمية التدريب؛ بل لكي أصوّر لكم كيف أنني منذ ذلك الوقت شعرت بأهمية أن أكون جادة فيما يُطلب مني في الخدمة. وأنني أعرف تماماً أن قدراتنا الشخصية تقل كثيراً عما يُطلب منا. ولكن الله ينظر دائماً إلى جدية القلب الذي يخدم، ويمد يديه بمعونة فائقة حتى أنه يكمل كل نقص فينا، حتى ينجح العمل ويتمجّد اسمه. فقط علينا أن نكون جادين، ونشعر بأننا مطالبون بتقديم تقرير عن الوكالة التي أوكلت إلينا. وأظن أن خير مثال هي قصة العبد الصالح الذي تاجر وربح، بأموال سيده، واستحق أن يسمع ال القائل: "نَعِماً أيها العبد الصالح والأمين، كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير . . ادخل إلى فرح سيدك". آه يا ربي . . ساعدني . . ساعدني أن أكون هذا العبد، لأنه مهما كبرت وكالتي أو صعبت، فأنت مَن يعمل ويسند ويعضد. . . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الجدية في الخدمة، تشمل الجدية أيضا في قدوة الخادم |
الجدية في الخدمة، تحتاج إلى صلاة |
الجدية في الخدمة والفتور فيها |
الجدية في الخدمة |
مهارات الحديث فى الخدمة |