|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحن عندنا حرية غير كاملة لأننا لم نبلغ التألّه، إرادتنا العنيدة، ولهذا نحن نتردد في ما نقوم به. سؤالها “كيف لي هذا وأنا لم أعرف رجلاً؟” (لوقا 34:1)، يُظهر الاتضاع وضعف الطبيعة البشرية، لكنّه أيضاً ُظهر غرابة الأمر إذ قد كان في العهد القديم ولادات عجائبية ولكن ليس من دون زرع. لقد تمّ في يوم البشارة حمل مباشر بالمسيح بقوة وفِعل الروح القدس. في إحدى الثيوطوكيات ننشد: “إن جبرائيل لمّا تفوّه نحوك أيتها العذراء بالسلام، تجسّد الرب فيكِ”. هذا يعني أن الحمل لم يحتَج لساعات وأيام لكنه حدث بالضبط في تلك اللحظة. رئيس الملائكة جبرائيل أخبر يوسف خطيب والدة الإله: “لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس” (متى 20:1). لقد ولدت العذراء مريم المسيح كإنسان لكن الحبل به كان من الروح القدس. في تفسيره لهذه الآية، وتحديداً عبارة “مولود من الروح القدس”، يقول القديس باسيليوس الكبير أن كل شيء صادر عن شيء غيره يُدَلّ عليه بكلمات ثلاث. الأولى هي “بالخلق”، أي كما خلق الله العالم بقوته. الثانية هي “بالولادة” أي كما وُلد الابن من الآب قبل الدهور. الثالثة هي “طبيعياً” تماماً كما تصدر القوة من كل طبيعة، أي الإشراق من الشمس، وبشكل أكثر تعميماً العمل من فاعله. في ما يتعلّق بالحبل بالمسيح بالروح القدس، فالتعبير الصحيح هو أنه حُبل بالمسيح بقوة الروح القدس بالخلق وليس بالولادة ولا طبيعياً. |
|