منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 09 - 2024, 12:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

أخنوخ  نقله الله "ولم يوجد لأنّ الله نقله"




أخنوخ نقله الله "ولم يوجد لأنّ الله نقله".

عاش أخنوخ وكأنّه لم يكن من سكان الدنيا. عاش وكأنّ رأسه في السماء ورجليه على الأرض. عاش مع الله رغم كونه بين البشر.

إني أتصوّر أخنوخ وقد استيقظ في صباح يوم اختطافه وهو يحسّ بإحساس غريب. ثم ذهب كعادته إلى خلوته ولسان حاله يقول:

يا طيب ساعاتٍ بها أخلو مع الحبيبْ

يجري حديثي معه سراً ولا رقيـبْ

صلّى كما لو لم يصلِّ من قبل. واستغرق في الصلاة والتأمّل والشركة مع الله على غرار ما حدث مع بطرس إذ كان يصلّي على السطح، وعلى غرار ما حدث مع يوحنا إذ كان في الروح في جزيرة بطمس. ولما عاد من خلوته كان وجهه كوجه ملاك. وهنا دار بينه وبين زوجته الحديث التالي:

أخنوخ: إني أحسّ بشعورٍ غريب.

زوجته: هل لك أن تخبرني ما هو؟

أخنوخ: أشعر أني غريب ونـزيل على الأرض. ومن جهة أخرى أحسّ بشوقٍ شديد إلى موطني السماوي.

زوجته: لكنّك كنت تشعر بهذا من قبل أليس كذلك؟

أخنوخ: هذا صحيح، ولكنني اليوم أشعر به أكثر من أي وقت مضى. لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع الله. ذاك أفضل جداً. إني أحبّه وقد تعلّقت نفسي به، فلا أطيق العيش إلاّ بجواره.

زوجته: أولستَ تعيش معه الآن؟

أخنوخ: نعم. لكن هناك أكون في صلةٍ أوثق وشركة أعمق مع من تحبّه نفسي.

(وهنا أتصوّر أن أولاده سمعوا الحديث ودنوا منه. ثم تكلّم متوشالح).

متوشالح: ما هذا الكلام الغريب الذي أسمعه؟

أخنوخ: لا أعرف كيف أجيبك يا ابني. إنّما أقول إني سعيد جداً. وأكاد أطير من الفرح.

(وهتف قائلاً) ما أحلى يوم الارتقاء

يوم الهنا يوم اللقاء

هناك يحلو لي البقاء

مغادراً دار الشقاء.

وبينما هو يتكلّم وصلت المركبة السماوية، تحفّ بها الأجناد الملائكيّة. فنـزل منها ملاكان وتقدّما منه قائلين: "قد أرسلنا الله لكي نأخذك معنا وها العربة في انتظارك". فهتف أخنوخ: "هللويا". ثم أمسكه الملاكان (كما فعلا عند إخراج لوط من سدوم) وأصعداه إلى العربة. وصاح أحدهما: "إلى المجد... إلى المجد!". تحرّك الموكب باتجاه أورشليم السماوية. وهكذا ارتفع عنهم وهم ينظرون باندهاش واستغراب.

وهنا صاح متوشالح (كما فعل اليشع عند صعود إيليا): "يا أبي، يا أبي …!".

ثم اختفى أخنوخ عن الأبصار... وهكذا انتقل من مجد الإيمان إلى مجد العيان، من المجال الضيّق إلى المجال الرّحب، من دار الوجود إلى دار الخلود.

إن اختبار أخنوخ هو صورة مصغّرة عن اختطاف المؤمنين الأحياء عند مجيء الربّ. فهو لم يرقد لكنّه تغيّر في لحظة في طرفة عين عند سماع صوت دعوة الله. فلبس الفاسدُ عدم فساد ولبس المائتُ عدم موت وابتُلع الموت إلى غلبة. ثم اختُطف ليكون كلّ حين مع الرب.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
( عبرانيين 11: 5 ) ولم يوجد لأن الله نقله
"سوزان" و"خديجة" في زيارة ثالثة لـ"مبارك" بعد نقله إلى مستشفى طرة
"الإخوان" و"الداخلية" يعتدون على ثاني محرر لـ"الوطن".. وتم نقله إلى المستشفى في حالة إعياء
"وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه" (تك 5: 24 )
"السجون": لا صحة لتدهور حالة مبارك الصحية أو نقله بهليكوبتر إلى مستشفى "المعادي"


الساعة الآن 08:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024