بيد أننا إذا تناولنا هذا الرجاء بالانفصال عن الشركة مع الله، فلن نحصل على القوة، لأن النفس إذ ترى رفض العالم للمسيح، وأن لا حكمة لدى حكمائه، وأن جميعهم في الطريق إلى الدينونة، وأن الشر يزداد: تتضايق، وتكتئب، ويحزن القلب.
أما إذا كان المسيحي - بالنعمة - في شركة حاضرة مع الله، فإن نفسه تكون راسخة، هانئة قدام الله، إذ فيه تعالى رصيد عظيم من البركة لا يمكن للظروف أن تمسّه أو تغيره. قد يتصدع رأسه بالأخبار السيئة، وتقع منه العين على الأحزان، لكن قلبه ثابت واثق في الرب، الأمر الذي يرفعه فوق الظروف، ينتظر الرب آتيًا لكي ينقله من هذا المشهد الذي يرفض المسيح فيكون معه كل حين.