|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يُمكن سلام مَريَم أن يؤكد حقيقة التَّجسُّد الإلهي؟ يقول لوقا الإنجيلي: "فلَمَّا سَمِعَت أَليصابات سَلامَ مَريَم، ارتَكَضَ الجَنينُ في بَطنِها، وَامتَلأَت مِنَ الرُّوحِ القُدُس"(لوقا 1: 41). كما أنّ حضور الله في تابوت العهد قد جعل داود الملك يثبُّ ويرقص (صموئيل 6: 16) كذلك سلام مَريَم لحضور المسيح، كلمة الله الذي تحمله، ملأ خالتها أَليصابات من الرُّوحِ القُدُس وأيقظ الفرح والابتهاج في جَنينها، يوحَنَّا، الذي يُمثّل شعب الله المُنتظر خلاص الرَّبّ. كلام الأُمّ (العذراء) ينقل كلام ابنها (يسوع) ويمنح الرُّوحِ القُدُس لاليصابات. هذه الوحدة بين الأمّ وابنها تؤكّد حقيقة التَّجسُّد. كلمة الله أتخذ جسدًا من مَريَم العذراء، إنّه حقًّا ابن مَريَم، ومَريَم هي حقًّا أمُّ كلمة الله. فالأمّ وابنها مُتّحدان في الرسالة. مَريَم في سلامها إلى أَليصابات الحاملة في بطنها الجَنين، يوحَنَّا المَعْمَدان، هي أول المُبشِّرين بالمسيح، إنها أول من حملت بشرى الخلاص، كما جاء في نبوءة أشعيا: " ما أَجمَلَ على الجِبالِ قَدَمَيِ المُبَشِّر المُخبِرِ بِالسَّلامِ المُبَشِّرِ بِالخَير المُخبِرِ بِالخَلاص القائِلِ لِصِهْيون: قد مَلَكَ إِلهُكِ"(أشعيا 52: 7). تحمل مَريَم معها السَّلام والسَّعادة والخلاص مُبشِّرة أنَّ ملكوت الله قد أتى. فكانت أَليصابات، رمزا للعهد القديم، أول المُبشَّرين، إلى حدٍ أنَّ ابنها الجَنين ارتَكَضَ ابتِهاجاً في بَطْنها. كرّر لوقا الإنجيلي هذه الآية مرّة أخرى، لكن بصيغة المُتكلّم، مع إضافة صغيرة هامة، وهي كلمة ابتِهاج، " فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجاً في بَطْني"(لوقا 1: 44). ويُعلق الفيلسوف واللاهوتي الفرنسي جان غيتون Jean Guitton على مشهد الزيارة فيقول: "كأنِّي بالأشخاص (مَريَم وأَليصابات) في مشهد الزيارة قد رُفعوا فوق الأرض، وخرجوا من ذواتهم في نشوةٍ. ويبدو للحظة الواحدة، كما في مشهد التَّجلي، وكأنَّ ما يقيّد النَّفس بالجسد قد حُلّ، فظهرت خليقة جديدة وراء الخليقة القديمة، ولكن دون انخطاف ولا أعجوبة. إن ما نلاحظه من حيوية واهتزاز، ومن فرح يفوق الفرح، إنَّما هو فعل الرُّوحِ القُدُس" (لوقا 1: 15، 41). إن مَريَم وابنها لم يجلبا لاليصابات ولطفلها الخوف أو القلق، بل جلب الفرح والابتهاج. يسوع المخلص الحاضر في مَريَم، ومن خلال مَريَم يُحدث شُعاعًا في نفس أَليصابات وابنها يوحَنَّا فيمتلئ كل منهما بالرُّوحِ القُدُس وفرح الخلاص. هل لزيارتنا لبعضنا البعض هذا البعد الروحي حيث نسمح للرَّب أن يكون حاضرًا فينا، ويمنح ذاته لمن نزورهم للخدمة، أو للصداقة أو للتهنئة أو للمؤاساة؟ |
01 - 02 - 2024, 07:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
رد: كيف يُمكن سلام مَريَم أن يؤكد حقيقة التَّجسُّد الإلهي؟
يعطيك العافية
|
||||
|